«فعل» فهو يفتح نحو : (قال رجلان) [المائدة : الآية ٢٣] ونحو (الذي أؤتمن أمانته) [البقرة : ٢٨٣] ونحو (ذهب الله بنورهم) [الآية ١٧] ونحو (وكان من الكفرين) [الآية ٣٤] لأنّ هذا كله «فعل» و «فعل».
هذا باب الدعاء
وهو قوله (يا آدم اسكن) [الآية ٣٥] و (يادم أنبئهم) [الآية ٣٣] و (يفرعون إنّى رسول) [الأعراف : الآية ١٠٤] فكل هذا إنما ارتفع لأنه اسم مفرد ، والاسم المفرد مضموم في الدعاء وهو في موضع نصب ، ولكنه جعل كالأسماء التي ليست بمتمكنة. فإذا كان مضافا انتصب لأنه الأصل. وإنما يريد «أعني فلانا» و «أدعو» وذلك مثل قوله (يأبانا ما لك لا تأمنّا) [يوسف : الآية ١١] و (ربّنا ظلمنا أنفسنا) [الأعراف : الآية ٢٣] إنما يريد : «يا ربّنا ظلمنا أنفسنا» وقوله (ربّنا تقبّل منّا) [الآية ١٢٧].
هذا باب الفاء
قوله (ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّلمين) [الآية ٣٥] فهذا الذي يسميه النحويون «جواب الفاء». وهو ما كان جوابا للأمر والنهي والاستفهام والتمني والنفي والجحود. ونصب ذلك كله على ضمير «أن» ، وكذلك الواو ، وإن لم يكن معناها مثل معنى الفاء. وإنما نصب هذا لأن الفاء والواو من حروف العطف فنوى المتكلم أن يكون ما مضى من كلامه اسما حتى كأنه قال : «لا يكن منكما قرب الشجرة» ثم أراد أن يعطف الفعل على الاسم فأضمر مع الفعل «أن» لأنّ «أن» مع الفعل تكون اسما فيعطف اسما على اسم. وهذا تفسير جميع ما انتصب من الواو والفاء. ومثل ذلك قوله (لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب) [طه : الآية ٦١] هذا جواب النهي و (لا يقضى عليهم فيموتوا) [فاطر : الآية ٣٦] جواب النفي. والتفسير ما ذكرت لك.
وقد يجوز إذا حسن أن تجري الآخر على الأول أن تجعله مثله نحو قوله (ودّوا لو تدهن فيدهنون) (٩) [القلم : الآية ٩] أي : «ودّوا لو يدهنون». ونحو قوله (ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون) [النساء : ١٠٢] جعل الأول فعلا ولم ينو به الاسم فعطف الفعل على الفعل وهو التمني كأنه قال : «ودّوا لو تغفلون ولو يميلون» وقال (لا يؤذن لهم فيعتذرون) [المرسلات : ٣٦] أي : «لا يوذن لهم