(فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ) في الدنيا ، أو كل ما يتفكه به (زَوْجانِ) (٥٢) نوعان رطب ويابس ، والمر منهما في الدنيا كالحنظل حلو (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٣) (مُتَّكِئِينَ) حال عامله محذوف ، أي يتنعمون (عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) ما غلظ من الديباج وخشن والظهائر من السندس (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ) ثمرهما (دانٍ) (٥٤) قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٥) (فِيهِنَ) في الجنتين وما اشتملتا عليه من العلالي والقصور (قاصِراتُ الطَّرْفِ) العين على أزواجهن المتكئين من الإنس والجن (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) يفتضهنّ وهنّ من الحور ، أو من نساء الدنيا المنشآت (إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) (٥٦) (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٧) (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ) صفاء (وَالْمَرْجانُ) (٥٨) أي اللؤلؤ بياضا (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٩) (هَلْ) ما
____________________________________
الفصيح في تثنيتها ، وقد تثنى على لفظها فيقال ذاتان. قوله : (أغصان) أي وهي فروع الشجر التي تشتمل على الورق والثمار. قوله : (جمع فنن) هذا أحد قولين ؛ وقيل جمع فن أي نوع وشكل. قوله : (فِيهِما) أي في كل واحدة منهما. قوله : (عَيْنانِ تَجْرِيانِ) أي بالماء الزلال ، إحداهما تسمى التسنيم ، والأخرى السلسبيل ، وقيل إحداهما من ماء غير آسن ، والأخرى من خمر لذة للشاربين. قوله : (في الدنيا) أي ما هو فاكهة في الدنيا ، فلا تشتمل الفاكهة على هذا مثل الحنظل. قوله : (أو ما يتفكه به) أي في الآخرة ، ولو كان في الدنيا غير فاكهة كالحنظل ، وقوله : (والمر منها) الخ ، مبني على القول الثاني. قوله : (مُتَّكِئِينَ) أي مضطجعين أو متربعين ، فالتوكؤ الاضطجاع أو التربع ، لما في الحديث : «أما أنا فلا آكل متكئا» أي جالسا جلوس المتربع ، ونحوه من الهيئات التي تستدعي كثرة الأكل ، فالتوكؤ في الدنيا مذموم ، وفي الآخرة غير مذموم لارتفاع التكليف. قوله : (أي يتنعمون) الضمير عائد على من في قوله : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ.) قوله : (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) هذه الجملة صفة لفرش. قوله : (من السندس) أي وهو ما رق من الديباج. قوله : (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ جَنَى) مبتدأ بمعنى مجني خبره (دانٍ) وأصله دانو كغاز وقاض. قوله : (يناله القائم) الخ ، قال ابن عباس : تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله ، إن شاء قاعدا ، وإن شاء قائما ، وإن شاء مضطجعا ، وقال الرازي : جنة الآخرة مخالفة لجنة الدنيا من ثلاثة أوجه : أحدها أن الثمرة على رؤوس الشجر ، في الدنيا بعيدة عن الإنسان المتكىء ، وفي الجنة يتكىء والثمرة تتدلى إليه ، وثانيها أن الإنسان في الدنيا يسعى إلى الثمرة ويتحرك إليها ، وفي الآخرة تدنو منه وتدور عليه ، وثالثها أن الإنسان في الدنيا ، إذا قرب من ثمرة شجرة بعد عن غيرها ، وثمار الجنة كلها تدنو إليه في وقت واحد ومكان واحد. قوله : (في الجنتين) الخ ، جواب عن سؤال مقدر حاصله : كيف أتى بضمير الجمع ، مع أن المرجع مثنى؟ قوله : (قاصِراتُ الطَّرْفِ) أي محبوسات على أزواجهن ، لا يبغين بغيرهم بدلا ، لما روي أنها تقول لزوجها : وعزة ربي ما أرى في الجنة أحسن منك ، فالحمد لله الذي جعلك زوجي ، وجعلني زوجتك. قوله : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر ، ثم أطلق على كل جماع ، والمعنى : لم يصبهن بالجماع قبل أزواجهن أحد. قوله : (من الحور) أي فيكن قسمين : إنسيات للإنس ، وجنيات للجن. قوله : (أو من نساء الدنيا المنشآت) أي المخلوقات من غير واسطة ولادة. قوله : (إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) أي أن كل واحد من أفراد النوعين ، يجد زوجاته في الجنة اللاتي كن في الدنيا أبكارا ، وإن كن في