وبعدم الانعكاس لخروج الاعلام الشخصيّة من الحدّ لعدم الاحتمال فيها إلّا لمعيّن خاصّ والمعهود الخارجي (١).
هذا مضافا إلى ما أفاده سيّدنا الإمام المجاهد قدسسره من أنّ الشيوع إن اريد منه أنّه جزء مدلول اللفظ فهو فاسد لأنّ المطلق هو ما لا قيد له بالإضافة إلى كلّ قيد لوحظ فيه وإن اريد منه أنّه صفة المعنى لا مأخوذ فيه فالمراد من الشيوع في الجنس عبارة عن سريانه في أفراده الذاتيّة فلا يشمل الإطلاق في الأعلام الشخصيّة ولا الإطلاق في المعاني الحرفيّة (٢).
ودعوى أنّ المراد من الجنس في المقام هو السنخ لا الجنس المصطلح عند المنطقيّين أي الكلّيّ المقول على كثيرين مختلفين في الحقيقة في جواب ما هو قبال النوع ولا المصطلح منه عند النحويّين أي الماهيّات الكلّيّة المقصودة بأسامي الأجناس وكيف وانّ من المعلوم صحّة إطلاقه على الأفراد المعيّنة الشخصيّة بلحاظ الحالات الطارئة عليها كما في زيد حيث إنّه مع شخصيّته يكون مطلقا بلحاظ القيام والقعود والمجيء وغيرها من الحالات فكان ذلك حينئذ شاهدا على أنّ المراد من الجنس هو مطلق السنخ الصادق على الذوات الشخصيّة ولو بلحاظ تحليل الذوات الشخصيّة إلى حصص سارية في ضمن الحالات المتبادلة وعلى الحصص السارية في ضمن أفراد الطبيعي (٣).
لا تخلو عن تكلّف هذا مضافا إلى عدم ملائمته مع التفسير المحكيّ عن جماعة كما أنّ إضافة الأحوال والأزمان إلى الجنس والقول بأنّ المطلق هو ما دلّ على معنى شائع في جنسه أو أحواله أو أزمانه لا يصحّح تعريف المشهور لخلوّه عن ذلك
__________________
(١) مطارح الانظار : ٢١٣.
(٢) مناهج الوصول : ٢ / ٣١٣ و ٣١٤.
(٣) نهاية الأفكار : ١ / ٥٥٩.