ونحوها ولكن إطلاق المقيّد عليها من قبيل ضيق فم الركيّة وهذا الاستعمال في غاية الشيوع بينهم (١).
ولا يخفى عليك أنّ الأعلام الشخصيّة أيضا من المطلقات باعتبار إطلاق أحوالها وكيف كان فلنا أن نقول بأنّ المطلق يصحّ أن يعرف بأنّه هو ما دلّ على نفس المعنى من دون أخذ أيّ قيد من القيود والمقيّد خلافه ولعلّه هو مراد الشهيد قدسسره بناء على أنّ قوله من حيث هي هي ليس قيدا للمعنى فيشمل المطلق حينئذ الأعلام الشخصيّة المطلقة باعتبار أحوالها كما لا يخفى لا يقال إنّ التعريف المذكور يشمل العموم لأنّا نقول إنّ الشيوع مأخوذ في العموم فالتعريف المذكور لا يشمله لأنّ المدلول في المطلق نفس المعنى.
ثمّ إنّ الظاهر أنّ الإطلاق والتقييد أوّلا وبالذات من أوصاف المفهوم والمدلول وإنّما يتّصف اللفظ بهما بالتبع إذ لا مجال للتوسعة والتضيّق بالنسبة إلى اللفظ بما هو لفظ فإنّه جزئيّ وعليه اتّصاف اللفظ بهما بملاحظة المدلول وباعتباره ثمّ بعد وضوح تعريف المطلق والمقيّد يتّضح حكم أسامي الأجناس وأعلامها والنكرة ولكنّ الأولى أن نتعرّض كلّ واحد منها على حدّة.
أسامي الأجناس
ولا يخفى أنّ أسامي الأجناس موضوعة لنفس المعاني من دون ملاحظة أيّ قيد من القيود فيها حتّى اعتبار المقسميّة للأقسام بل حتّى اعتبار من حيث هي هي فلذلك يصحّ حملها على الذاتيّات من دون نظر إلى الخارج عنها كقولنا الإنسان حيوان ناطق أو الإنسان حيوان أو ناطق مع أنّه لو كان غير الذات ملحوظا مع المعنى
__________________
(١) مطارح الأنظار : ٢١٤.