لا يحمل عليه من دون تجريد وإلّا لزم استعمال اللفظ في غير معناه كما يصحّ حملها على الأفراد أيضا فإنّها من مصاديقها من دون حاجة إلى التجريد وهو شاهد على أنّ الشياع والسريان خارجان عن معنى اللفظ فالمعنى هو الطبيعة الجامعة من دون ملاحظة أيّ قيد من القيود حتّى الشيوع والسريان فيها والمحكيّ عن الشيخ الأعظم في مطارح الأنظار أنّ الموضوع له هو نفس المعنى الذي قد يكون ذلك المعنى واحدا.
وقد يكون هو بعينه في عالم نفس المعنى كثيرا وقد يكون أبيض حال كونه أسود إلى غير ذلك ولا ريب في أنّ المعنى بعد ما كان على هذا الوجه لا يعقل أن يوجب التقييد فيه اختلافا وبعد عدم اختلافه في جميع مراتب تقلّباته وأنحاء ظهوره ومراتب وجوده لا يعقل أن يكون التقييد مجازا لأنّه هو بعينه في جميع مظاهره وأطواره وشئونه.
ومن تلك الأطوار ظهوره على وجه السراية والشيوع فالماهيّة في هذه الملاحظة ملحوظة بشرط شيء لما أشرنا إليه من أنّ الشيء المشروط به أعمّ من ذلك ومن غيره ولذلك تكون القضيّة التي اعتبر موضوعها على هذا الوجه من المحصورة في وجه.
وبالجملة فمتى اعتبر مع نفس المعنى أمر غير ما هو مأخوذ فيه في نفسه فهو من أطوار ذلك المعنى سواء كان ذلك الأمر هو اعتبار الوجود الذهنيّ فيه أو الخارجيّ أو اعتبار آخر غيرهما وفي جميع هذه الأطوار نفس المعنى محفوظ لا تبدّل ولا تغيّر فيه بوجه وإنّما المبدّل وجوه المعنى كما هو ظاهر (١).
وممّا ذكر يظهر أنّ الموضوع له فوق اللابشرط المقسمي واللابشرط القسمي لأنّهما فيما إذا كان المعنى مقيسا إلى خارج المعنى سواء كان الخارج هو الاعتبارات
__________________
(١) مطارح الأنظار : ٢١٥.