موصوفا بالمعرفة أو ذا حال وغيرها من أحكام التعريف المعنوي.
ولعلّ مرادهم وإن لم يساعد بعض عبائرهم أنّ لفظة الأعلام للاجناس موضوعة لذات المعنى في حال الالتفات إلى تعيّن المعاني بنفسها عن غيرها في مقابل أسماء الأجناس الّتي كانت موضوعة لذات المعاني من دون اعتبار الالتفات إلى تعيّنها بنفسها وعليه فلم يعتبر الواضع المعاني مقيّدة بالتعيّن الذهنيّ حتّى لا تصدق على الأفراد إلّا بالتجريد.
قال شيخنا الاستاذ الأراكي قدسسره إنّ الفرق بين علم الجنس كاسامة واسم الجنس أنّ علم الجنس يشير إلى خصوصيّات الأسد في أذهان الناس من مهابته وشجاعته بحيث يخاف منه الانسان وأكثر الحيوانات هذا بخلاف اسم الجنس ولكن هذه الإشارة المذكورة لم تؤخذ في المعاني بنحو المعنى الاسمي وإن كانت لها مدخليّة فيها بنحو المعنى الحرفيّ بحيث لا يصدق أعلام الأجناس إلّا على المصاديق المعيّنة المتميّزة وبالجملة أنّ المقصود من التعيّن في علم الجنس هو تعيّن المعنى بين سائر المعاني.
وأمّا ما في مناهج الوصول من أنّ علم الجنس اذا كان متقوّما باللحاظ وبه يفترق عن اسمه فلا يعقل انطباقه على الخارج بما هو ملحوظ مفترق لأنّ اللحاظ ولو كان حرفيّا موطنه الذهن وما ينطبق على الخارج هو نفس الطبيعة مع أنّ الوضع للماهيّة الملحوظة مستلزم للحاظ الاسميّ واعتبار التعيّن الذهنيّ فيه بنحو الاستقلال والاستعمال لا بدّ وأن يكون تابعا له (١).
فلا يخلو عن تأمّل ونظر لما عرفت من أنّ الموضوع له في أعلام الأجناس هو نفس المعاني إذ ملاحظة الالتفات إلى أوصافها وتميّزاتها لا توجب تقييد المعاني بها بل
__________________
(١) مناهج الوصول : ٢ / ٣٢٢.