الاستغراق لأنّ التعريف الخارجيّ في الأفراد منحصر في جميع الأفراد إذ لا تعيين في غير هذه المرتبة.
وإن كان المدخول منطبقا على الحاضر فهو يفيد التعريف الحضوريّ كقولك لمن يشتم رجلا بحضرتك لا تشتم الرجل وإن كان المدخول منطبقا على الخارجيّ فهو يفيد التعريف الخارجيّ كقولك لأهل البلد أكرموا القاضي وان كان المدخول منطبقا على المعهود الذكري فهو يفيد التعريف الذكري.
وبالجملة فاللام في جميع هذه الموارد قد استعملت في معنى واحد وهو التعريف والتعيّن وإنّما الاختلاف في المشار إليه باللام كما أنّ الأمر كذلك في أسماء الإشارة ونحوها ولقد أفاد وأجاد المحقّق الاصفهاني قدسسره حيث قال إنّ اللام أداة التعريف والتعيين بمعنى أنّها وضعت للدلالة على أنّ مدخولها واقع موقع التعيين إمّا جنسا أو استغراقا أو عهدا بأقسامه ذكرا وخارجا وذهنا على حدّ سائر الأدوات الموضوعة لربط خاصّ كحروف الابتداء الموضوعة لربط مدخوله بما قبله ربط المبتدأ به بالمبتدإ من عنده وهكذا والمراد من الإشارة إلى مدخوله كون المدخول واقعا موقع التعيين والمعروفيّة بنحو من الأنحاء المتقدّمة لا كون المدخول مشارا إليه ذهنا بمعنى كونه ملحوظا بما هو ملحوظ (١).
ثمّ الدليل على أنّ هذه الإفادات من ناحية اللام لا من ناحية القرائن هو التبادر والارتكاز.
قال المحقّق الشيخ ضياء الدّين العراقيّ ولا يبعد دعوى كون اللام كذلك بحسب اللغة من جهة ما هو المتبادر والمنساق منه في مثل قولك الرجل والأسد والحيوان
__________________
(١) نهاية الدراية : ٢ / ٢١٧.