المفتي يساعد مع الحجيّة كقول مولانا الإمام الثاني عشر عجّل الله تعالى فرجه الشريف «إنّهم حجّتي وأنا حجّة الله» ولا ينافي ما ذكر الأمر بأخذ الأحكام وتلقّيها لإمكان الجمع بين الأخبار باعتبار الطريقيّة وهي توجب الحجّيّة فيترتّب عليه وجوب الأخذ والتلقّي.
ثمّ لا يخفى عليك أنّ إشكال المناقضة أو التضادّ وإن ارتفع بجعل الطريقيّة أو الحجيّة.
ولكن يبقى الإشكال من ناحية لزوم تحليل الحرام وتحريم الحلال فإنّه باق على حاله إذ جعل الطريقيّة أو الحجّيّة ربّما يؤدّي إلى مخالفة الواقع.
ولا يدفع هذا الإشكال إلّا بما مرّ من الجمع بين الحكم الواقعي والظاهري بحمل الواقعي على الشأني وعليه فالاكتفاء بمجرّد جعل الحجّيّة أو الطريقيّة وإبقاء الواقع على الفعليّة لا يدفع الإشكال المذكور بل أساس الجواب عن المحاذير المذكورة في التعبّد بالأمارات هو يحمل الأحكام الواقعيّة على الشأنيّة من ناحية التزاحم بينها وبين مفاسد لزوم الاتّباع عن العلم وعدم جواز التعبّد بالأمارات فتدبّر جيّدا.
إمكان التعبّد بالاصول
واعلم أنّه يكفي ما تقدّم من بيان إمكان التعبّد بالأمارات لإمكان التعبّد بالاصول أيضا وذلك لأنّ لزوم الاتّباع عن العلم وعدم جواز التعبّد بالاصول يوجب ترتّب مفاسد عظيمة من العسر الشديد والحرج العظيم لا يتحمّلها أكثر الناس ومعها تسقط الأحكام الواقعية عن الفعليّة فمع سقوطها عن الفعليّة وحملها على الشأنيّة لا مانع من التعبّد بالاصول كما لا مانع من التعبّد بالأمارات.
ولا فرق في ذلك بين أن تكون الأصول محرزة وبين أن لا تكون كذلك وبالجملة فالجواب الصحيح الكامل عن المحذورات المذكورة في الأمارات والأصول