المستوعب لأفراده كلمة فقير (١).
وممّا ذكرنا يظهر ما في مناهج الوصول حيث ذهب إلى أنّ العامّ هو نفس الأداة لا مدخولها قال في تعريف العامّ هو ما دلّ على تمام مصاديق مدخوله ممّا يصحّ أن ينطبق عليه وأورد على صاحب الكفاية بأنّ تعريفه العامّ بشمول مفهوم لجميع ما يصلح أن ينطبق عليه لا يخلو من مسامحة ضرورة أنّ الكلّ لا يدلّ على شمول الانسان لجميع أفراده (٢).
مع أنّ أداة العموم لا تفيد إلّا الاستيعاب ولا حكاية لها عن المصاديق وإنّما الحكاية لمدخولها.
والظاهر من مناهج الوصول أنّ السبب في تعريفه العامّ بذلك هو ما ذهب إليه في مواضع متعدّدة من إنكار حكاية الطبيعة عن المصاديق بدعوى أنّ نفس الطبيعة لا يمكن أن تكون مرآة وكاشفة عن الأفراد ضرورة أنّها تخالف الوجود والتشخّص وسائر عوارضها خارجا أو ذهنا ولا يمكن كاشفيّة الشيء عمّا يخالفه فالماهيّة لا تكون مرآة للوجود الخارجي والعوارض الحافّة به.
فالعموم والشمول إنّما يستفاد من دوالّ أخر مثل الكلّ والجميع والجمع المحلّى ممّا وضعت للكثرات فاذا اضيفت هذه المذكورات إلى الطبائع تستفاد كثرتها بتعدّد الدالّ والمدلول فقوله كلّ إنسان حيوان يدلّ على أنّ كلّ مصداق من الانسان حيوان لكنّ الإنسان لا يدلّ إلّا على نفس الطبيعة من غير أن يكون لفظه حاكيا عن الأفراد أو الطبيعة المحكيّة به مرآة لها وكلمة كلّ تدلّ على الكثرة وإضافتها إلى الإنسان تدلّ على أنّ الكثرة كثرة الإنسان وهي الأفراد بالحمل الشائع فما اشتهر في الألسن من أنّ
__________________
(١) الحلقة الثالثة : ١ / ١٥١.
(٢) مناهج الوصول : ٢ / ٢٣٠.