يَكْتُمُونَ)(١). ولما شاع وذاع عن اصحاب ائمّتنا عليهمالسلام ومن يليهم من شدّة (٢) الاهتمام باخبار الآحاد ، وتدوينها ، والاعتناء بشأنها نقلا وتصحيحا ، والبحث عن حال رواتها ذمّا ومدحا ، وتعديلا وجرحا ؛ وما ذاك الّا للعمل.
والنهي عن اتّباع الظنّ ، انّما هو في الاصول ، لحكايته عن الكفّار. واصالة البراءة ، ضعيفة. وتجويز المعارض ، لا يمنع العمل قبل ظهوره. والتوقّف بعد خبر «ذي اليدين» (٣) ، لانفراده بينهم ؛ مع انّه لنا ؛ لا علينا ؛ ان صحّ. (٤)
______________________________________________________
عقلا اجماعا : والمخالف «ابو عليّ الجبائيّ» (٥) من المعتزلة (٦).
واختلف في وقوعه : اي : وقوع التعبّد به ؛ بمعنى : ايجاب الشارع ، العمل بمقتضاه.
فمنعه : في ظنّ مخالفونا : انّا ـ معاشر الشيعة ـ لا يقول احد منّا بالعمل به.
__________________
(١) البقرة / ١٥٩.
(٢) م ١ : ـ شدّة.
(٣) رجل من الاصحاب ، اسمه «الحرباق» ؛ سمّي «ذا اليدين» لبسط يديه.
(٤) و : ـ مع انّه لنا ؛ لا علينا ؛ ان صحّ.
(٥) ابو عليّ محمّد بن عبد الوهاب الجبائيّ المعتزليّ ، من اعلام المعتزلة. ولد سنة ٢٣٥ وتوفّي سنة ٣٠٣ من الهجرة ؛ واليه نسبة الطائفة الجبائيّة.
(٦) الذريعة الى اصول الشريعة ٢ / ٥٢٩ ، منتهى الوصول والامل / ٧٣ ، الاحكام في اصول الاحكام ٢ / ٦٠ ، المحصول ٢ / ١٧٠ ، فواتح الرحموت ٢ / ١٣١.