«وتحصيله له» ، فيلغو الباقي.
______________________________________________________
حدّه : قال «الحاجبيّ» : «وامّا حدّه لقبا : فالعلم بالقواعد الّتي يتوصّل بها الى استنباط الاحكام الشرعيّة الفرعيّة عن ادلّتها التفصيليّة.» (١) ؛ انتهى.
وقيل عليه : انّ تحديده ليس من جهة كون اسمه مشعرا بمدحه ؛ بل ، غرض المحدّد افادة تصوّره ؛ لا غير. وايضا ، فالمنطق داخل في هذا الحدّ ؛ اذ كما يتوصّل به الى استنباط غير الاحكام الشرعيّة ، يتوصّل به اليها ؛ ايضا.
وقد يجاب عنهما بنوع من العناية.
بالقواعد : هذه القواعد ، هي اصول الفقه بالمعنى الاضافيّ ، على ما اخترناه من ان يراد بالاصول ما يبتنى عليه الشيء. فالفرق بين المعنى الاضافيّ والعلميّ ، ليس مجرد التركيب والافراد ؛ بل ، بينهما فرق آخر ؛ هو : انّ المعنى الاضافيّ ، نفس المعلومات ؛ والعلميّ ، هو العلم بها. فلك ان تقرأ لفظ «علما» بفتح اللام واسكانها.
الممهّدة : اي : الممهّدة للاستنباط المذكور ، لا الّتي ليست ممهّدة لذلك ؛ اذ يستنبط بكلّ منها بعض الاحكام. والسببيّة القريبة ـ ان افادت في العربيّة ـ لا تفيد في المنطق.
لاستنباط : سواء حصل الاستنباط ، اولا. امّا عن الاوّل ، فلانّ الحدّ نفسه يشعر بالمدح ؛ وان لم يكن عرضا للمحدود. وعن الثاني ، فلانّ المتبادر من التوصّل ، القريب ؛ لا البعيد.
والصفة : وهي : الممهّدة [...] ؛ الى آخره.
مباديه من المنطق والكلام والعربيّة والاحكام : اورد «من» التبعيضيّة لانّ كلّ
__________________
(١) منتهى الوصول والامل / ٣.