الاشتراك.
مع معارضتها بمثلها : نحو : «حمار ثرثار» ، و «اتّخذت للاشهب ادهم» ، و «رأيت سبع سباع» ، وغير ذلك ؛ فلو قال : «بليد» ، لفات السجع ؛ او «قيد» ، لفات التورية ؛ او «شجعان» ، لفات التجنيس.
ولا يستلزم الحقيقة ؛ ك : «الرحمن» : فيجوز ان يكون للفظ معنى مجازيّ ، من غير ان يكون له معنى حقيقيّ. فانّ «الرحمة» : رقّة القلب. و «الرحمن» لا يطلق على غيره ـ تعالى ـ فاطلاقه عليه ـ سبحانه ـ مجاز ؛ ولا حقيقة له. او يقال : «الرحمن» : ذو الرحمة مطلقا ؛ فهو موضوع لمعنى عامّ ، ولم يستعمل فيه ؛ وانّما استعمل في خاصّ ؛ واستعمال العامّ في الخاصّ مجاز. هذا ؛ وربّما يناقش في المجاز على التقريرين ؛ لاحتمال ان يكون منقولا ؛ اذ هو مشهور في المعنى الثاني ، ولا يخطر المعنى الاوّل بالبال عند سماعه ؛ فهو حقيقة عرفيّة في الثاني (١).
والفائدة صحّته : اي : فائدة الوضع من غير الاستعمال. وهذا (٢) جواب عمّا يقال : اذا لم يكن اللفظ حقيقة ، فلا فائدة في وضعه للمعنى. والجواب : فائدته صحّة التجوز.
وجوه اربعة مشهورة :
اوّلها : انّه هو قول «عبد القاهر (٣)» (٤) و «الفخريّ» (٥).
__________________
(١) و ، م ١ ، م ٢ : ـ او يقال ... في الثاني.
(٢) د ، و ، : ـ وهذا.
(٣) ابو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمّد الجرجانيّ. توفّي سنة ٤٧١ من الهجرة. من تصانيفه : دلائل الاعجاز ، اسرار البلاغة.
(٤) دلائل الاعجاز / ٣٣٩ ـ ٣٣٠ ، اسرار البلاغة / ٣٢٢ ، ٣٥٦.
(٥) المحصول ١ / ١٣٩.