فولدت». وامّا قوله ـ تعالى ـ : (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ)(١) ، فللمبالغة في القرب. وقوله ـ سبحانه ـ : (أَهْلَكْناها ، فَجاءَها بَأْسُنا)(٢) اي : اردناه ؛ او التعقيب ذكريّ.
والباء : لمعان ؛ منها : التبعيض ؛ كما ورد به النصّ الصحيح عن «الباقر» عليهالسلام (٣) في تفسير قوله ـ تعالى ـ : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ)(٤). فلا عبرة بانكار «سيبويه» (٥) ذلك في سبعة عشر موضعا من كتابه (٦) ؛ قد بسطنا الكلام فيه في «مشرق الشمسين» (٧).
______________________________________________________
الواو العاطفة لمطلق الجمع ؛ لنصّ اللغويّين : اي (٨) : سواء كان معه ترتيب ، ام لا. هذا هو الاصحّ المشهور. وذهب جماعة من البصريّين والكوفيّين ـ ومنهم :
__________________
(١) طه / ٦١.
(٢) الاعراف / ٤.
(٣) وسائل الشيعة ١ / ٢٩١ ـ ٢٩٠ ب ٢٣ ح ١.
(٤) المائدة / ٦.
(٥) ابو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثيّ. ولد سنة ١٤٨ وتوفّي سنة ١٨٠ من الهجرة. له : «الكتاب» في النحو.
(٦) ليس في كتاب «سيبويه» تصريح ، ولا اشارة على انكار الباء للتبعيض ، حتّى في مورد واحد ؛ فضلا عن سبعة عشر موضعا ؛ نعم ، انّ «سيبويه» عند ما يذكر معانى الباء (الكتاب ٤ / ٢١٧) لم يذكر التبعيض للباء. وظنيّ : ان شيخنا «البهائيّ» نقل هذا عن تهذيب الوصول الى علم الاصول / ١٨. وليت ادري انّ «العلّامة» من اين نقل ، وعن من اخذ؟!
(٧) رسائل الشيخ بهاء الدين / ٢٨٢.
(٨) د ، و ، م ١ : ـ اي.