.................................................................................................
______________________________________________________
ظواهره ، كيف وقد أمرنا بالتمسّك بالكتاب العزيز والعترة الطاهرة عليهمالسلام كما أمرنا بعرض الأخبار المأثورة عنهم عليهمالسلام على الكتاب وردّ ما ينافيه مما لا يعدّ قرينة عرفية على ظواهره ، وكذا عرض الحديثين المتعارضين على الكتاب والأخذ بما يوافقه ، ولو لم يكن لظاهر الكتاب اعتبار لما صحّ الإرجاع المزبور والأمر بالعرض عليه.
وأمّا الأخذ بالبواطن فيما لا يساعده الظاهر فهو دائر مدار ورود النصّ عنهم عليهمالسلام فإنّهم هم الأعرفون بظواهر الكتاب والعاملون ببواطنه ، وأمّا بيان باطنه بما لا يعدّ الظاهر قرينة عليه داخل في تفسير القرآن بالرأي ، وإسناد الشيء إلى الله سبحانه من غير علم به ، فيكون من اتباع الظنّ وإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئا.
ثمّ إنّه ربّما يذكر ثمرة لهذا البحث حكم قصد المصلي في قرأته سورة الحمد أن ينشأ الحمد بما يقرأه من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١) وأن ينشأ الدعاء بإدخال نفسه في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٢) حيث إنّ قصده القراءة من قبيل استعمال الألفاظ في الألفاظ النازلة إلى الرسول الأعظم من ربّ العالمين بقصد حكايتها ، فتكون قراءته بقصد إنشاء الحمد بها أو بقصد الدعاء من استعمال ما يتلفّظ به في معنى آخر أيضا على نحو الاستقلال. ولكن لا يخفى ما فيه.
فإنّه قد تقدّم في بحث استعمال اللفظ في اللفظ أنّ اللفظ لا يستعمل في اللفظ أصلا بل يلقى بنفسه خارجا فيكون الملقى خارجا نفس اللفظ الملحوظ ابتداء ، فإذا لاحظ القارئ سورة الحمد وأراد قراءتها فيوجد بما يتلفّظ به عين ما لاحظه من
__________________
(١) سورة الحمد : الآية ١.
(٢) سورة الحمد : الآية ٦.