الثالث : استدلال الإمام عليهالسلام تأسيا بالنبي ـ صلوات الله عليه ـ [١] كما عن غير واحد من الأخبار بقوله (لا ينال عهدي الظالمين) على عدم لياقة من عبد صنما أو وثنا لمنصب الإمامة والخلافة ، تعريضا بمن تصدى لها ممن عبد الصنم مدة مديدة ، ومن الواضح توقف ذلك على كون المشتق موضوعا للأعم ، وإلا لما صح التعريض ، لانقضاء تلبسهم بالظلم وعبادتهم للصنم حين التصدي للخلافة ، والجواب منع التوقف على ذلك ، بل يتم الاستدلال ولو كان موضوعا لخصوص المتلبس.
______________________________________________________
[١] استدلّ على كون المشتق حقيقة في المعنى الأعمّ باستدلال الامام عليهالسلام في عدة أخبار (١) بقوله سبحانه (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(٢) على عدم لياقة من عبد صنما أو وثنا لمنصب الإمامة والخلافة ، تعريضا بمن تربّع على كرسيّ الزعامة وادّعى لنفسه خلافة النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان ممّن عبد الصنم مدّة مديدة ، فإن التعريض المزبور إنّما يتمّ بناء على كون المشتق حقيقة في الأعمّ لينطبق على من تربّع على كرسيها ، عنوان الظالم عند تربّعه ، وإلّا لما صحّ الاستدلال لانقضاء تلبّسهم بالظلم وعبادتهم للصنم عند تصدّيهم للخلافة.
وما في عبارة الماتن قدسسره : «تأسّيا بالنبي صلوات الله عليه وآله» إشارة إلى ما رواه الخاصة (٣) والعامة (٤) بأنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : «أنا دعوة أبي إبراهيم عليهالسلام» ، حيث لم يعبد هو وعليّ صنما ووثنا.
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ١ / ١٢١.
(٢) سورة البقرة : الآية ١٢٤.
(٣) البحار : ج ٢٥ ، ٢٠٠ / ١٢ ؛ وتفسير نور الثقلين : ١ / ١٣٠.
(٤) المناقب لابن المغازلي : ص ٢٧٦ و ٣٢٢ ؛ كنز الدقائق : ٢ / ١٣٩ ؛ تفسير اللوامع : ١ / ٦٢٩ ، ط لاهور.