الحافظ صلاح الدين العلائي في أجوبته : هذا الحديث ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من طرق عدّة ، وحكم ببطلان الكل ، وكذلك قال بعده جماعة منهم الذهبي في الميزان وغيره.
والمشهور به رواية أبي الصّلت عبد السلام بن صالح الهروي ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعا ، وعبد السلام هذا تكلّموا فيه كثيرا ، قال النسائي : ليس بثقة ، وقال الدار قطني وابن عدى : متّهم زاد الدار قطني : رافضي ، وقال أبو حاتم : لم يكن عندي بصدوق ، وضرب أبو زرعة على حديثه.
ومع ذلك فقد قال الحاكم : حدّثنا الأصم ، حدثنا عباس ـ يعني الدوري ـ قال : سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت فقال : ثقة ، فقلت : أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم؟ فقال : قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي ـ وهو ثقة ـ عن أبي معاوية ، وكذلك روى صالح جزرة أيضا عن ابن معين. ثمّ ساقه الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن الضريس ـ وهو ثقة حافظ ـ عن محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية. وقال أبو الصّلت أحمد بن محمد بن محرز : سألت يحيى ابن معين عن أبي الصلت فقال : ليس ممّن يكذب ، فقال : له في حديث أبي معاوية ، أنا مدينة العلم ، فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدّث به أبو معاوية قديما ثمّ كفّ عنه ، وقال : كان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ويلزم المشايخ.
قلت : فقد برئ أبو الصّلت عبد السلام من عهدته ، وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفّاظهم المتّفق عليهم ، وقد تفرّد به عن الأعمش فكان ما ذا؟ وأيّ استحالة في أن يقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم مثل هذا في حقّ علي؟
ولم يأت كلّ من تكلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذه الروايات الصحيحة عن يحيى بن معين ، ومع ذلك فله شاهد ... » (١).
__________________
(١) قوت المغتذي ـ كتاب المناقب ، مناقب علي.