بل لقد صرّح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا في بعض طرق حديث المنزلة ... قال العلامة ابن شهرآشوب : « وفي روايات كثيرة : إلاّ أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته. رواه الخطيب في التاريخ ، وعبد الملك العكبري في الفضائل ، وأبوبكر بن مالك ، وابن الثلاج ، وعلي بن الجعد ، في أحاديثهم ، وابن فياض في شرح الأخبار عن عمّار بن مالك ، عن سعيد بن خالد ، عن أبيه » (١).
وقال السيوطي في ( بغية الوعاة ) في « باب في أحاديث منتقاة من الطبقات الكبرى ، عنّ لنا أن نختم بها هذا المختصر ، ليكون المسك ختامه والكلم الطيب تمامه » بعد أحاديث رواها بسنده عن الخطيب :
« وبه إليه : أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، حدثنا المعافى بن زكريا ، حدثنا ابن أبي الأزهر ، حدثنا أبو كريب محمد بن العلا ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن صبيح ، حدثنا أبو أويس ، حدثنا محمد بن المنكدر ، حدثنا جابر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ولو كان لكنته » (٢).
بل إنّ هناك أحاديث أخرى من فضائله تدل على هذا المعنى ، ففي كتاب ( المودّة في القربى للهمداني ) : « عن أنس رضياللهعنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إن الله اصطفاني على الأنبياء واختار لي وصيّا وخيرت ابن عمي وصيّي ، وشدّ به عضدي كما شدّ عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ووزيري ، ولو كان بعدي النبوة لكان نبيا ».
ويؤيّده أخبار أخرى ، منها ما رواه النطنزي في ( الخصائص العلوية ) بقوله : « أخبرني أبو علي الحداد قال : حدّثني أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٦.
(٢) بغية الوعاة : ٤٤٠.