يا معاشر المهاجرين والأنصار! لقد علمتم ـ وعلم خياركم ـ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «الأمر لعلي [عليه السلام] بعدي ، ثمّ للحسن والحسين ، ثمّ في أهل بيتي من ولد الحسين (عليهم السلام)» فأطرحتم قول نبيّكم ، وتناسيتم ما أوعز إليكم ، واتّبعتم الدنيا ، وتركتم نعيم الآخرة الباقية التي لا يهدم بنيانها ، ولا يزول نعيمها ، ولا يحزن أهلها ، ولا يموت سكانها ، وكذلك الأمم التي كفرت بعد أنبيائها ، بدلت وغيّرت ، فحاذيتموها حذو القذة بالقذة ، والنّعل بالنّعل (١). فعمّا قليل تذوقون وبال أمركم ، وما اللّه بظلام للعبيد (٢).
ثمّ قام سلمان الفارسي رضي اللّه عنه ؛ فقال : يا أبا بكر! إلى من تسند أمرك
__________________
(١) قال في لسان العرب ٣/٥٠٣ ، وحكى هذا عن الأوّل وفسّر القذّة.
قال في النهاية لابن الأثير ٤/٢٨ : يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان ، وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة.
وجاء في فرائد اللآل : ١٦١ : .. ومثله حذو النعل بالنعل. ولعل القذّة من القذ ، وهو القطع.
وانظر : مجمع الأمثال ١/١٩٥ برقم ١٠٣٠.
(٢) وجاء بألفاظ مقاربة معنا مختلفة لفظا في رجال البرقي : ٦٤.
أقول : وروي عنه رضوان اللّه عليه كما في رسالة الملا باسو ـ عن كتاب المناقب لابن مردويه ـ وحكاه عنه في كتاب البياض الإبراهيمي ٢/٣٨٥ ـ قولته عند مرض موته ووصيته لأمير المؤمنين عليه السلام ، وعبّر عنه ب : الشيخ المظلوم الذين غصبوا حقه .. وانظر : نهج الإيمان لابن جبير : ٤٧٢ ، وكشف الغمة للإربلي ١/٣٥٣ .. وغيرهما.
ويشهد لكره أبي ذر رحمه اللّه لخلافة القوم وفعلتهم ما رواه الهندي في كنز العمال ٥/٦٢٣ حديث ١٤٠٩٨ من أنّه أقام ثلاثة أشهر لم يبايع أبا بكر ..