__________________
والأنصار أنكروا على أبي بكر مجلسه .. وقد أسنده الحسين بن جبر [جبير] في كتابه [الاعتبار في] إبطال الاختيار إلى أبان بن عثمان ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : هل كان في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من أنكر على أبي بكر جلوسه مجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله؟ قال : «نعم» .. وعدّ منهم : خالد بن سعيد ابن العاص ، وسلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، وعمار ، وبريدة الأسلمي ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وأبا الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبي بن كعب ، وأبا أيوب الأنصاري .. ثمّ ذكر احتجاجهم على الرجل مع تقديم وتأخير لبعضهم على البعض ، واختلاف في الألفاظ ، فراجع ، وقد أشار لهم فيه أيضا ٣/١٢٦.
أقول : اعلم أنّ جمعا جمّا من أفاضل الصحابة والتابعين كانوا كارهين لخلافة أبي بكر منكرين لحقيتّها ، وساخطين عليها .. ومن أبقى التاريخ اسمه لنا جمع غير الاثني عشر هؤلاء ، وعلى رأس الكل وسيدهم أمير المؤمنين ويعسوب الدين عليه السلام ، وكفانا منها ما أورده ابن عبد ربّه في العقد الفريد ٤/٣٣٤ ـ ٣٣٦ في ترجمته عليه السلام ، وقوله في جواب معاوية في الاحتجاج عليه بالإبطاء عن الخلفاء ..! فقال عليه السلام : «وذكرت إبطائي عن الخلفاء ، وحسدي إياهم والبغي عليهم ..!!»قال : «أما البغي ؛ فمعاذ اللّه أن يكون! وأما الكراهة لهم ؛ فو اللّه ما اعتذر إلى الناس من ذلك ..».
هذا عدا قوله عليه السلام : «لنا حق إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى» ، كما في شرح النهج لابن أبي الحديد ١/١٩٥ ، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/٣٧٠ ـ ٣٧١ .. وغيرهما ، وخطبته الشقشقية أشهر من أن تدرج .. وغيرها.