وضع هذا الكتاب ، فإنّه في فهرست كتب الإمامية ومصنفاتهم دون غيرهم من الفرق .. وكذا كتاب النجاشي ، فكلّ من ذكر له ترجمة في الكتابين فهو صحيح المذهب ، ممدوح بمدح عام يقتضيه الوضع لذكر المصنفين العلماء ، والاعتناء بشأنهم وشأن كتبهم ، وذكر الطريق إلى كتبهم ، وذكر من روى عنهم ومن رووا عنه.
ومن هذا يعلم أنّ إطلاق الجهالة على المذكورين في الفهرست ورجال النجاشي من دون توثيق ومدح خاص ليس على ما ينبغي ، وكذا الكلام فيمن ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ، وما ذكره الشيخ الجليل [أبو الحسن علي بن] عبيد اللّه ابن بابويه في فهرسته ، وهذا ممّا ينبغي أن يلحظ فقد غفل عنه أكثر الناس ، فتأمّل. انتهى (١).
وما ذكره موجّه متين ، بعد ما تحقّق من حجيّة الظنون الرجالية ، ووضوح حصول الظن ممّا ذكره ، مضافا إلى ما سمعت من العلاّمة المذكور من صراحة عبارة الشيخ رحمه اللّه في أوّل الفهرست في قصره على تعداد كتب أصحابنا وطائفتنا دون غيرهم ، بل قد التزم بعض المحقّقين من أهل الفن في رجال الشيخ رحمه اللّه بمثل ما بنينا عليه في فهرسته ، وكتاب النجاشي ، حيث قال : إعلم أنّ الشيخ المفيد رحمه اللّه قال (٢) في باب ذكر إمامة جعفر ابن محمّد الصادق عليهما السلام : إنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة
__________________
(١) أي ما جاء في الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ٤/١١٦ ـ ١١٧.
(٢) الإرشاد ٢/١٧٩ [الطبعة المحققة ، وفي الطبعة الإسلامية : ٢٥٣] نقلا بالمعنى.