والمناهي ، والإتيان بالواجبات.
وحينئذ ؛ فحيث كان من الممكن ابتناء شهادتهم بعدالته على إحراز اجتنابه الغيبة والبهتان والخيانة .. ونحوها والانتقال من ذلك إلى تحرّزه من الكذب نصّوا على كونه صدوقا للتنبيه على أن صدقه من الآثار المعلومة بنفسها لا أنّه ممّا انتقلوا إليه من غيره.
وأيضا ؛ فحيث إنّ كلمة (صدوق) مبالغة ، والمبالغة في الكميّة لا معنى لها هنا ؛ لأنّ العدالة ملزومة للصدق دائما ، فلا بدّ أن يراد بها المبالغة في الكيفية ، ومعناها زيادة التحرّز والضبط ، وهو أمر زائد على أصل التوثيق والتعديل ، كما لا يخفى.
وكذا جرت طريقة النجاشي على أنّه إن كان الرجل ممّن روى عنهم عليهم السلام ذكر [ه] وإن لم يطّلع على روايته عنهم عليهم السلام سكت ، فيعلم بهذا أنّه متى سكت عن بيان رواية الرجل عنهم عليهم السلام كان ممّن لم يطلع على روايته عنهم عليهم السلام.
وقد نبّه على ما ذكرنا السيد الداماد أيضا في محكي الرواشح (١) ، وقد تفطن لذلك ابن داود أيضا ، فكثيرا ما يقول : (لم)(جش) (٢) ، فينسب عدم روايته
__________________
(١) الرواشح السماوية : ٦٧ [الحجرية ، وفي المحقّقة : ١١٥].
(٢) كما جاء في أكثر من ترجمة من التراجم في رجال ابن داود ، منها في : آدم بن إسحاق بن آدم [صفحة : ٩ برقم (١)] ، وأبان بن عمر الأسدي [صفحة : ١٢ برقم (٨)] ، وإبراهيم بن