فيبقى في عهدة التكليف جزما. ومثله ذكر السيد السعيد عميد الدين ابن الأعرج (١) في شرح التهذيب (٢) .. وغيرهما من الأصوليين. ولم ينقلوا في هذه المسألة خلافا إلاّ من الجاحظ ، وعبيد اللّه (٣) بن الحسين العنبري (٤) ، حيث ذهبا إلى رفع الحرج (٥) والإثمّ عن المخطي باعتقاد خلاف الواقع وخروجه عن العهدة بذلك الاجتهاد ، وتقرير المسألة في الاصول (٦).
وأمّا رابعا ؛ فلأنّ ما التجأ إليه من توثيقهم لا يجدي نفعا (٧) ؛ إذ من الجائز أن يكون معنى توثيقهم أنّ أخبارهم صحيحة بالمعنى المتعارف بين المتقدّمين ـ وهو ما علم وروده عن المعصوم عليه السلام ولو بانضمام القرائن ، وتعاضد
__________________
(١) هو : السيد العميدي ، السيد المرتضى ضياء الدين عبد اللّه بن السيد مجد الدين أبي الفوارس محمّد بن أبي الحسن علي بن الأعرج الحسيني الحلي ابن اخت العلاّمة الحلي ، ولأخيه السيد ضياء الدين عبد اللّه شرح للتهذيب ـ أيضا ـ.
(٢) وهو يعرف ب : منية اللبيب في شرح التهذيب ، ويراد من المتن : تهذيب الوصول إلى علم الاصول للعلاّمة الحلي طاب ثراه ، وله نسخ عديدة جاء شرحها في الذريعة ٢٣/٢٠٧ ـ ٢٠٨ برقم (٨٦٥٣).
(٣) في المصدر : وأبي عبد اللّه ، بدلا من : وعبيد اللّه.
(٤) في المعراج المطبوع : البصري.
(٥) في المصدر : الجرح ، بدلا من : الحرج.
(٦) من قوله : باعتقاد خلاف .. إلى : في الاصول ، لا يوجد في المعراج المطبوع ، ولعلّ نسخة ـ المطبوع عليها ـ ناقصة أو محرّفة.
(٧) في المصدر : لا يفيد شيئا .. بدلا من : لا يجدي نفعا.