في سالف الزمان بالارتفاع والغلّو ، وكثيرا ما يجرحون الراوي بأدنى سبب ، وكانوا يخرجون الراوي من قم لأشياء لا تورث فسقا قطعا ـ كتمويه الأمر على حماره بأنّ في ذيل ثوبه شعيرا أو علفا .. ونحو ذلك ـ فينبغي التدّقيق في أمر الجرح مثل العدالة ، بل أكثر ، لما ذكرنا من كثرة مقتضيات الاشتباه في الجرح ، حتّى أنّه قد وقع نزاع كثير بين الشيعة أنفسهم في بعض فروع الاصول على وجه أدى إلى المنافرة بينهم.
قال المولى الوحيد في تعليقه (١) في ترجمة جعفر بن عيسى إنّه : .. يظهر من هذه الترجمة وكثير من التراجم ، مثل : يونس بن عبد الرحمن ، وزرارة ، والفضل بن عمر (٢) .. وغير ذلك إنّ أصحاب الأئمّة عليهم السلام كانوا يقعون بعضهم في بعض بالانتساب إلى الكفر والتزندق والغلو .. وغير ذلك ، بل وفي حضورهم عليهم السلام أيضا ..! وربّما كانوا عليهم السلام يمنعون ، وربّما كانوا لم يمنعوا لمصالح .. (٣) وإنّ هذه النسب كلّها لا أصل لها.
فإذا كانوا في زمان الحجّة [عليه السلام] ـ بل وفي حضوره ـ يفعلون أمثال هذه فما ظنّك بهم في زمان الغيبة؟! بل الذي نراه في زماننا أنّه لم يسلم جليل
__________________
(١) تعليقة الوحيد البهبهاني رحمه اللّه على منهج المقال : ٨٤ (الطبعة الحجرية ، ولم يصدر بعد هذا الموضع من المحقّقة) وحكاه غير واحد عنه.
(٢) كذا ، والظاهر ـ كما في المصدر المحقق ـ : المفضل بن عمر.
(٣) لا توجد : أيضا ، في المنتهى ، وفيه : وربما كانوا (عليهم السلام) لا يمنعونهم لمصالح ..