المدائن (٣) والقرى ، وبعده ضاعت الأنساب فانتسبوا إلى البلدان والقرى ، فالساكن ببلد ـ وإن قلّ ـ ينسب إليه (٤) ، وإن انتقل إلى آخر نسب تارة إلى أحدهما ، واخرى إليهما مقدّما للأوّل ، والساكن بقرية بلدة بناحية إقليم ينسب
__________________
الرجل وولده.
وقال أبو عمرو بن عبد اللّه النمري في كتابه الإنباه عن قبائل الرواة : ٥٩ : لا خلاف بين أهل العلم بالنسب أنّ العرب كلّها يجمعها جذمان ـ والجذم الأصل ـ فأحدهما : عدنان والآخر : قحطان ، ثمّ قال : وإلى هذين الجذمين ينتهي كل عربي في الأرض ، ولا يخلو أحد من العرب من أن ينتمي إلى أحدهما ..
(٢) كذا الى العمائر ، والعشائر ، والبيوت .. والعجم تنتسب إلى شعوبها ورساتيقها وبلدانها .. وبنو إسرائيل الى أسباطهم ، فلمّا جاء الإسلام وانتشر المسلمون في الأقاليم نسبوا إليها وإلى مدنها وقراها .. أو إلى أعمالهم وصنائعهم .. أو إلى صفاتهم وطبائعهم .. وهكذا ، بل من الشائع وقوع النسبة إلى الصنائع كالخياطة ، أو إلى الحرف كالبزازة ، أو ألقابا أو أوصافا .. أو غير ذلك.
ومن هنا ضاعت كثير من الأنساب العربية المشار إليها في البلدان المتفرقة.
قال السخاوي في فتحه في شرح الألفية للعراقي ٣/٣٦٠ : .. فنسب الأكثر من المتأخرين منهم كما كانت العجم تنسب للإوطان ـ جمع وطن ، وهو محل الإنسان من بلدة أو ضيعة أو سكة ، ـ وهي الزقاق ـ أو نحوها ـ ..
(٣) كذا ، ولعلّه : توطنهم المدن.
(٤) وقيل : يشترط سكناه فيها أربع سنين بعد أن كان قد سكن بلدا آخر .. وقد حكاه ابن كثير في اختصاره : ١٩٦ ، وكذا في شرحه الباعث الحثيث : ٢٤٣ ، وتنظّر فيه. ولاحظ : محاسن الاصطلاح للبلقيني : ٦٠٧ ـ ذيل المقدمة ـ وتدريب الراوي للسيوطي ٢/٣٨٥ .. وغيرهما.