رميماً ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل، فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية ، فأوحى الله عز وجل إليه : أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم ؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله عز وجل إليه : أن نادهم ، فقال : أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز وجل ، فقاموا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم .
ثم إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام حين أخذ الطير فقطعهن قطعاً، ثم وضع على كل جبل منهن جزءاً ، ثم ناداهن فأقبلن سعياً إليه .
ثم موسى بن عمران عليهالسلام وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل ، فقالوا له : إنك قد رأيت الله سبحانه ، فأرناه كما رأيته ، فقال لهم : إنى لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة ، فاحترقوا عن آخرهم ، وبقي موسى وحيداً ، فقال : يا رب اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل ، فجئت بهم وأرجع وحدي ، فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم به ؟! فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟ فأحياهم الله عز وجل من بعد موتهم .
وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه؛ لأن التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به، فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، يتخذ رباً من دون الله ، فاتخذ هؤلاء كلهم أرباباً ، ما تقول يا يهودي (١)؟) فقال الجاثليق : القول قولك ، ولا إله إلا الله . ثم التفت إلى رأس الجالوت ، فقال : يا يهودي ، أقبل علي أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران عليهالسلام ، هل تجد في التوراة مكتوباً نبأ محمد صلىاللهعليهوآله وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير ،
__________________
(١) في نسخة (ك) : يا نصراني ، وكذلك التوحيد .