ثم تفرق القوم (١) .
قال مصنف هذا الكتاب رضیاللهعنه (٢) : كان المأمون يجلب على الرضا عليهالسلام من متكلمي الفرق والأهواء المضلة كل من سمع به ، حرصاً على انقطاع الرضا عليهالسلام عن الحجة مع واحد منهم ، وذلك حسداً منه له ولمنزلته من العلم، فكان لا يكلمه أحد إلا أقر له بالفضل ، والتزم الحجة له عليه : لأن الله تعالى ذكره يأبى إلا أن يعلي كلمته ويتم نوره وينصر حجته ، وهكذا وعد تبارك وتعالى في كتابه ، فقال : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (٣) يعني بالذين آمنوا الأئمة الهداة عليهمالسلام وأتباعهم العارفين بهم والأخذين عنهم ، ينصرهم بالحجة على مخالفيهم ما داموا في الدنيا ، وكذلك يفعل بهم في الآخرة وإن الله عز وجل لا يخلف وعده (٤) .
__________________
(١) ذكره المصنف في التوحيد : ٤٤١ / ١، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٢٨٤ / ٣٦٥ ، ونقله المجلسي في البحار ١۰ : ٣٢٩ / ٢ ، عن العيون والتوحيد .
(٢) في نسخة اك : رحمهالله.
(٣) سورة غافر ٤٠: ٥١ .
(٤) في المطبوع والحجرية : الميعاد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية وحاشية الحجرية والتوحيد .