ـ ذكرته في الفاء ـ كان أحد أئمّة المسلمين ، من أهل البصرة ، قدم أصبهان سنة ستّ عشرة وأربع وعشرين ، وست وثلاثين ومائتين ، وحدّث بها. روى عنه : عفان بن مسلم ، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال : ذاك من فرسان الحديث. وقال حجّاج بن الشاعر : لا يبالي أن يأخذ من عمرو بن علي من حفظه أو من كتابه. وكان أبو مسعود الرازي يقول : لا أعلم أحدا قدم هاهنا أتقن من أبي حفص » (١).
٢ ـ الذهبي : « الحافظ الإمام الثبت ، أبو حفص ، الباهلي البصري الصيرفي ، الفلاّس ، أحد الأعلام. مولده بعد الستين ومائة. سمع : يزيد زريع ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّي ، وسفيان بن عيينة ، ومعتمر بن سليمان ، وطبقتهم ، فأكثر وأتقن ، وجوّد وأحسن.
حدّث عنه : الستّة ، والنسائي أيضا بواسطة ، وعفّان وهو من شيوخه ، وأبو زرعة ، ومحمد بن جرير ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وأبو روق الهزاني ، وأمم سواهم.
قال النسائي : ثقة حافظ صاحب حديث. وقال أبو حاتم : كان أوثق من علي بن المديني. وقال عبّاس العنبري : ما تعلّمت الحديث إلاّ منه. وقال حجّاج بن شاعر : عمرو بن علي لا يبالي أحدّث من حفظه أو من كتابه. وقال أبو زرعة : ذاك من فرسان الحديث ، لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني.
قال الفلاّس : حضرت مجلس حمّاد بن زيد وأنا صبيّ وضيء ، فأخذ رجل بخدّي ففررت فلم أعد.
وقال ابن إشكاب : ما رأيت مثل الفلاس ، وكان يحسن كلّ شيء.
وعنه قال : ما كنت فلاّسا قط » (٢).
__________________
(١) الأنساب ٧٠ / ٩٠.
(٢) تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨٧.