ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين ، اللهم أنت الحامل على الظهر ، والمستعان (١)على الأمر ، اللهم بلغنا بلاغا نبلغ به إلى خير ، بلاغا يبلغ إلى رحمتك ورضوانك ومغفرتك ، اللهم لا ضير إلا ضيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا حافظ غيرك.
ذكرما نقوله نحن زيادة على هذه العبارة ، عند ركوب الدابة.
إعلم أن النبي والأئمة عليهمالسلام سلكوا الناس إلى السعادات والدعوات ، على قدر ما تحتمله حالهم في ضيق الأوقات ، والتخفيف في العبادات ، ونحن نقول بحسب ما يحتاج إليه ، للإذن منهم عليهمالسلام للانسان في الدعاء بمهما أفاض الله تعالى عليه ، فنقول وبعضه من المنقول : الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، والحمد لله رب العالمين ، اللهم احفظ علينا دوابنا ، ووطئ لنا ركابنا ، وسهل لنا محابنا ، وأنجح لنا طلابنا ، وسيرنا في بلادك وبين عبادك ، بإسعادك وإنجادك ، واتباع مرادك. اللهم اطو لنا البعيد ، وسهل لنا كل صعب شديد ، واكفنا شر كل قريب وبعيد ، وضعيف ومريد ، وكمل لنا تحف المزيد ، والعمر المديد ، والعيش الرغيد ، واجعلنا من خيار العبيد ، المسعودين في الدنيا ويوم الوعيد.
ثم أقول : اللهم إنك ابتدأتنا بخلق ما نحتاج إليه من منافع الأرض والسماء ، وابتدأتنا بالإنشاء والنعماء ، وسيرتنا (٢) من لدن ادم عليهالسلام وإلى هذه الغايات ، في ظهور الآباء وبطون الامهات ، وأقمت لهم بالأقوات والكسوات والمهمات ، ووقيتهم ووقيتنا من الافات والعاهات ، ولم أكن ممن شرفتني بمعرفتك ، ولا ارتضيتني لعبادتك ، اللهم وحيث قد شرفتني لمعرفتك ، وارتضيتني لخدمتك ، فلا يكن تسييري دون ذلك التسيير ، ولا تدبيري دون ذلك التدبير ، وسيرني في سفري هذا وما بعده بالسلامة والكرامة ، والعناية التامة ، والرعاية العامة ، والأمن من الندامة ، في الدنيا ويوم القيامة. واجعل اللهم حركاتنا وسكناتنا صادرة عن المعاملة بالاخلاص لك ، والاختصاص بك ، واجعل قلوبنا وعقولنا وقفا على طاعتك ، وملهمة بمراقبتك واتباع إرادتك ، والهمنا كل قول أو فعل يكون فيه رضاك ، والدخول في حماك ، والأمان في الدنيا ويوم
__________________
(١) في «ش» : والمعين.
(٢) في «ش» : وسترتنا.