على إهمال لشكرنعمتك ، ولا تهوين بمراقبتك ، فأنا أحمدك كما تستحقه مني وترضى به عني ، وقد جلست الآن على هذه المائدة الصادرة عن عواطفك وعوارفك ، متضيفاً ومسترحما ومستعطفاً ، فاجعلها ضيافة مقرونة بما أوصيت به من إكرام الضيوف ، والأمان من كل أمر مخوف ، فقد رأينا في مناقب عبيدك الذين تعلموا الفضائل منك ، أن الضيف إذا أكل من طعامهم أمن منهم ، وصدر بالسلامة عنهم ، وأنت أحق بما علمتهم من صفات الكمال ، فنسألك أن تضيفنا بضيافة مائدتك ، أفضل ما بلغ إليه ضيف من الإقبال والآمان ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت النوم في المنزل الثالث فقل : اللهم قد أريتنا من قدرتك وعنايتك ، في هذا السفر المقترن بحفظك وحياطتك (١) ، ما بسط أكف سؤالنا ، ورجونا به بلوغ آمالنا ، اللهم فكما حفظتنا فيما مضى من حركتنا ، في نومنا ويقظتنا ، ولم تكلنا إلى ضعف قوتنا ، ولا عجز حيلتنا ، فصل على محمد وال محمد ، واحفظنا في هذا المنزل الثالث عند المنام واليقظة ، واجعل لنا من لطفك وعطفك حفظة ، وأيقظنا فيه لعبادتك ، وشرفنا باتباع إرادتك وآداب شريعتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا استيقظت من النوم في هذا المنزل الثالث ، فقل بعد (٢)سجدة الشكر على سلامتك في نومك ويقظتك : اللهم قد حفظت ووقيت ، وعفوت وعافيت ، وأريتنا في هذه المنازل ، من فضلك الكامل وظلك الشامل ، ما يحمدك عليه بيان مقالي ولسان حالي ، ونسألك تمام ماعودتنا من رحمتك ، وجميل عائدتك ، وجليل معونتك ، وحفظك وحياطتك ونصرتك ، وتدبيرنا في مسيرنا ، بأفضل ما دبرت أحداً من أهل الأسفار ، من السلامة والمسار ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت وداع الروحانيين في هذا المنزل الثالث فقل : السلام عليكم أيها الروحانيون ، والحافظون والمجاورون ، قد عزمنا على الرحيل من جهتكم ، ونحن شاكرون لحسن مجاورتكم ، وسائلون الله ـ جل جلاله ـ أن يجازيكم عنا بما يليق بفضله ، وسائلون لكم أن تسألوه أن يشملنا بظله ، وأن يصحبنا منكم فيما بقي من أسفارنا ، من يعيننا على
__________________
(١) في «ش» : وعنايتك.
(٢) في «ش» : في.