السلامة من أخطار ليلنا ونهارنا ، وأن تستودعونا الله ـ جل جلاله ـ حيث حللنا ورحلنا ، ويبلغنا ما أملنا وسألنا ، ونستودعكم الله ـ جل جلاله ـ ونقرأ عليكم تحية البركات ، وسلام أهل المودات ، ورحمة الله وبركاته عليكم.
وإذا أردت وداع الأرض في المنزل الثالث فقل : إنا عارفون أيتها الأرض أن ابتداء خلقنا منك ، وأنا صادرون عنك ، وأنك كالأم والأب لنا ، وقد رجونا أنك تكوني شاهدة بلسان الحال يوم القيامة لنا ، بعناية الله ـ جل جلاله ـ بنا ، وعبادتنا له على ظهرك ، ونحن نقسم على لسان حالك بما لك أمرك ، أن تحسني بلسان الحال الشهادة ، فيما يكون لنا سعادة وزيادة ، وأن تستري ـ بإذن الله جل جلاله ـ حركات النقصان والعصيان ، وأن يجمل الله ـ جل جلاله ـ ذكرنا على كل لسان ، وبمنطق كل بيان ، برحمته إنه أرحم الراحمين.
وإذا أردت النص النهوض من المنزل الثالث ، فصل ركعتين للوداع ـ كما قدمناه ـ وقل : اللهم إن كل ما وفقتنا له من الطاعات والصلوات والعبادات فلك المنة فيه ، وما حصلنا فيه من الإضاعات والغفلات فأنت المرجو للعفو عن كل ما يقتضيه ، فيامن من علينا بالإيمان من غير سؤال ، لا تمنعنا ما هو دونه من الآمال والإقبال ، في الرحيل والترحال وسائر الاحوال ، مع الابتهال والتعرض للنوال ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت الركوب من المنزل الثالث فقل : اللهم قد سيرتنا بالسلامة من المخاوف ، وشمول العواطف والعوارف ، فنحن نحمدك على إحسانك المتضاعف ، وأمانك المترادف ، ونسألك أن تجعل رحيلنا من هذا المكان ، رحيلاً مقروناً بالامان ، والحماية من أخطار الأزمان ، وأن تحفظنا وتحفظ علينا دوابنا ، وتبلغنا عليها محابنا ، وتنجح طلابنا ، وتلهمنا وإياها في المسير أحسن التدبير ، وتطوي لنا المراحل وتقرب بين أيدينا المنازل ، وتكف عنا يد (١) الأعداء وأهل الإعتداء ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت المسير من المنزل الثالث فقل : اللهم قد أسلمنا نفوسنا ومن صحبناه إليك ، وتوكلنا عليك ، وسلمنا زمام قلوبنا وعقولنا وأعنة دوابنا إلى تدبيرك الحسن الجميل ، فتول تسييرنا وتدبيرنا في الكثير والقليل ، واجعل لنا من رحمتك
____________
(١) في «ش» : أيدي.