وعنايتك قائداً إلى طرق السلامة والكرامة ، وسخر لنا من الروحانيين من يعيننا على الأمان من الندامة ، وأوزعنا شكر ما تنعم به علينا ، وهيء لنا ما نحتاج فيما بين يدينا (١) ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أشرفت على المنزل الرابع فقل : اللهم قد عودتنا من القبول وبلوغ المأمول ، وأريتنا من الرحمة لنا والعناية بنا ما رجونا معه تمام حفظنا وحراستنا ، ودوام سلامتنا ، وحسن خاتمتنا ، وقد كنت ـ يا أرحم الراحمين ، وأكرم الاكرمين ـ سيرتنا في الظهور والبطون ، وفي (٢) طبقات القرون بعد القرون ، وتوليت من امورنا في المنازل والمراحل ، ما لم يكن في سؤال سائل ، ولا أمل امل ، فتول نزولنا في هذا المنزل الرابع بتلك العنايات السالفة ، والرعايات المتضاعفة ، والسعادات المترادفة ، واجعل من لسان حالنا من يحمدك إن غفلنا ، ويشكرك إن جهلنا ، ويثني عليك إن أهملنا ، وطيب لنا هذا المنزل بمواهب الكرم ، وإسباغ النعم ، ودفع النقم ، وفراش العافية ، ومهاد الحماية الكافية ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا نزلت بهذا المنزل الرابع ، فصل فيه الركعتين (٣) ـ كما قدمناه ـ وقل : اللهم قد نزلنا متوكلين عليك ومفوضين إليك ، وإن لم تصدق سرائرنا في إخلاص التوكل والتفويض والاستسلام ، فلسان حالنا وضعف أعمالنا متوكل ومفوض ومستسلم بين يديك ، لفقره وضعفه وضرورته إليك ، ولسان حال رحمتك الواسعة ومكارمك السابغة ، وسيلة لنا وذريعة وشافعة إليك ، في كل ماعرضناه أو سألناه أو نسأله أو نعرضه عليك ، فاجعلنا ممن أغنيته بعلمك عن المقال ، وبكرمك عن السؤال ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت أكل الطعام في المنزل الرابع ، فقل : اللهم إن موائد الكرماء وطعام الحكماء والرحماء ، مصونة عن التكدير والمواقفة والتعيير ، فاعف عما مضى من ذنوبنا ، واستر (٤) ما اطلعت عليه من عيوبنا ، وأزل وحشة المعاصي من قلوبنا ، حتى نتهنأ بمائدتك
__________________
(١) في «ش» : أيدينا.
(٢) في «ش» : في.
(٣) في «ش» : ركعتين.
(٤) في «ش» : زيا دة : اللهم.