وسط الراحة.
وأيضاً فإن دخول الحمام والاستنقاع في الماء المتعدل الحرارة الذي حرارته إلى الفتور ما هي ، تذهب بهذا الجنس من الاعياء.
فأما الإعياء الذي يسخن فيه البدن ، والإعياء الذي يكون منه في البدن شيء من جنس الألم ، فإن حاجته إلى الغمز يسيرة ، بل إن لم يستعمل فيه الغمز البتة كان ذلك أصلح. والذي ينبغي أن يقصد في تدبيره تمريخه بدهن ورد مع ماء فاتر ، قد خلط جميعاً وضرب ضرباً شديداً حتى يصير في صورة الزبد ، وذلك يكون إذا أخذ من الماء الفاتر جزء ومن الدهن جزءان ـ أو ثلاثة ـ ثم ضرباً في قارورة ضيقة الفم حتى يختلط ويمتزج بهما ، وكذلك يفعل بدهن الخيري ودهن البنفسج ودهن النيلوفر ، ويمسح البدن بهذه الأدهان مسحاً رقيقاً ، ويستعمل القعود في الماء الفاتر الذي فتوره بمقدار فتور اللبن الحليب في وقت حلبه.
والذي ينبغي أن يستعمل في أنواع الإعياء كلها من الأغذية ، الغذاء المعتدل في جوهره وكميته وكيفيته ، وأن يحتمى من جميع الأشياء الظاهرة الحرارة التي تولد أخلاطا رديئة حارة ، ويبادر بعقب الإعياء. وأن يتوقى الحركة بعد الطعام ، وفي الأوقات التي يظن فيها أن في المعدة طعاماً ، وأن يتوقى شرب الماء البارد بعقب التعب الكثير.
* * *