زيت قد اغلي فيه شيء يسير من جند بادستر (١) ودهن البلسان (٢) ، ويطبخ أيضاً بابونج (٣) وإكليل الملك (٤) وبنفسج يابس وحرمل وورق الغار في ماء حتى يغلي الماء غلياناً جيداً ، وتكمد الاذن به.
علاج وجع الاذن الذي يكون من حرارة.
فأما إن كان وجع الاذن من حرارة ، وذلك يعلم بالدلائل التي ذكرنا فيما تقدم ، فينبغي أن يقطر في الاذن بياض البيض مفتراً مع دهن ورد ، أو مع ماء الكاكنج (٥) ، أو مع ماء الكزبرة الرطبة ، أو زيت قد طبخ فيه خراطين (٦) وأصداف البحر مع الحيوان الذي في داخلها. فإن هذا الزيت يعمل في وجع الاذن بالطبع عملاً عجيباً.
وذلك بأن يؤخذ من هذه الأصداف التي لم تنفتح ولم يخرج ما فيها ثلاثة ، فتطبخ بزيت مغسول ، ويقطر من ذلك الزيت في الاذن. ودهن اللوز الحلو إذا قطر في الاذن نفع منفعة بينة ، وكذلك الزيت الذي قد طبخ فيه الخنثى(٧) وهو أصل شجرة الأسريش (٨).
__________________
(١) جند بادستر : حيوان يعيش في الماء وخارجه ، خصاه هو الجند بادستر العقار المعروف عندهم. «الجامع ١ : ١٧١».
(٢) البلسان : شجر ودهن البلسان يتخذ منه بأن تشرط الشجرة فما سال منه ـ وهو يسير ـ يجمع ويستعمل في الطب. «الجامع ١ : ١٠٧».
(٣) البابونج : حشيشة عطره ، وهو الأقحوان ، وردته صفراء تحيط بها وريقات بيض. «الجامع ١ : ٧٣».
(٤) إكليل الملك : حشيشة ذات ورق مدور ، وأغصان دقاق تحمل زهراً أصفر ، هو المستعمل منها في الطب. «الجامع ١ : ٥٠».
(٥) الكاكنج : هو عنب الثعلب ، إذا دق دقاً ناعماً وخلط بالملح ، وتضمد به الأورام العارضة في اصول الاذان نفعها. «الجامع ٣ : ١٣٥».
(٦) الخراطين : ديدان تخرج عند حرث الأرض ، «الجامع ٢ : ٥٧».
(٧) الخنثى : شجر له زهرأبيض. «الجامع ٢ : ٧٨».
(٨) سماه ابن البيطار الأسراش ، ونفى أن يكون هو اصول شجر الخنثى ، وذكر أنه نبات غيره. «الجامع ١ : ٣٨».