وكذلك يفعل الأصطرك والكارباه (١) والبخورات المتصلة بالأفاوية العطرية الحادة الرائحة.
فإذا اتصل الزكام ولم تنجع فيه هذه الروائح ، الزق على الجبهة الضماد الذي يقال له : بربارا ، والضماد الذي يقال له : اثينا ، والضماد الذي يقال له : انكاسوس ، وهي ضمادات مشهورة لا اختلاف في صفاتها ، فلذلك لم يكن بنا حاجة إلى نسخها.
صفة بخور نافع من النوازل ، منضج يجمع الفضول الغليظة المنحدرة من الرأس.
يؤخذ من الأصطرك ـ وهو ميعة الرمان ـ ومن المصطكي ، ومن بزر الكرفس الجبلي ، من كل واحد اوقية ، ومن الزرنيخ الأحمر وزن نصف درهم ، ومن حب الغار حبتين ، يدق ذلك ويجمع ويعجن بعسل ، ويتبخر به من الزكام الذي لم ينضج ، ومن السعال الشديد. وذلك بأن يوضع منه شيء يسير على جمر فحم ، ويوضع عليه قمع يجتمع البخار فيؤديه إلى الموضع الذي يقصد لعلاجه.
صفة دواء يشرب نافع من النوازل التي قد صارت إلى الصدور وولدت سعالا.
يؤخذ بزر البنج وزن اثني عشر درهماً ، حب الصنوبر وزن ستة دراهم ، المر وزن درهم ، يسحق ذلك ويعجن بعقيد العنب ، ويؤخذ منه في كل غداة وعشاء مقدار وزن درهم بماء حار.
صفة دواء اخريقوم مقام الحسا يذهب بأوجاع السعال كلها ، ويفعل فعلا قريب المنفعة.
يؤخذ من العسل وزن عشرة دراهم ، ومن السمن وزن خمسة دراهم ، ومن الزوفا (٢) وزن درهمين ، ومن التين أربع تينات ، ومن الصنوبر المرضوض المنقى وزن عشرة دراهم ، ومن أصل السوس وزن عشرة دراهم ، يطبخ الزوفا والتين والصنوبر وأصل السوس بماء قدر رطلين ، حتى يبقى نصف رطل ، ثم يصفى ويلقى عليه السمن والعسل ، ويطبخ حتى يصير في ثخن اللعوق.
____________
(١) الكارباه : هو الكهرباء ، وهو صمغ شجر الدوم. «الجامع ٤ : ٤٥ و ٨٨».
(٢) الزوفا : حشيشة جبليه لها رائحة طيبة وطعم مر. «الجامع ٢ : ١٧٢».