ولا إلى أقرب منه من المواضع بعد أن يقع عليه اسم سفر ، إلاّ في جمع وعدد كثير من الناس ، وحيث كان الجمع والعدد الكثير ، فإنّهم لا يخلون من بعض الأسباب التي ذكرنا ، فالأولى بمثلك معرفة هذه العلاجات ، والاستظهار بهذه الأدوية والأشربة.
والله أسأل أن يتفضّل عليك وعلينا فيك وعلى جميع من معك بالسعادة الكاملة ، التي هي سلامة النفس وصحة البدن ، إنه على ما يشاء قدير.
يقول مولانا النقيب الطاهر ، الفقيه العالم العلاّمة العامل البارع الفاضل الحبر الكامل الزاهد العابد المرابط المجاهد ، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب ، جمال العترة ، فخر الاُمة ، عماد الملة ، رضي الدين ، ركن الإسلام والمسلمين ، زين المجتهدين ، قبلة العارفين ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي ـ أعزّ الله نصره ، وأشاع في الخلائق شرفه وذكره ـ : هذا ما رأيت بالله ـ جلّ جلاله ـ إثباته في كتاب (الأمان من أخطار الأسفار والأزمان).
فإن عملت بشيء منه ممّا قد ذكرنا أنّه دافع للأكدار ، وتأخر عنك الظفر بالمسار ، فاعلم يقيناً أنّ الذنب لك في تلك الحال ، وعسى يكون فيما تعمله مجرباً وغير واثق ببلوغ الآمال ، أو أنت مصر على ذنوب قد جعلتك كالمحجوب عن علام الغيوب ، فأنت عند استعمال هذا الدواء كبناء واحد يعمر ، ووراءه دور كثيرة تخرب أضعاف ما يعمر من أسباب الشفاء ، ويحول بينه وبين الرجاء فاليقين بربّ العالمين ، وتصديق سيّد المرسلين ، والثقة بجوده ووعوده وحلمه ورحمته ، من أقوى الوسائل إلى إجابته وغايته وعنايته وعافيته ، وصلّى الله على سيّد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.
تم الكتاب بحمد الله ومنّه. علّقه الفقير إلى رحمة الله تعالى حسين بن عمار البصري وفرغ منه يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول من سنة اثنتين وثلاثين وست مائة.
* * *