الحياض والأواني وان كان كثيرا ، مع ان عبارة المقنعة غير صريحة في ذلك بل تحتمل الحمل على ارادة ما كان دون الكر ، كما لعله يظهر من الشيخ في التهذيب فإنه لم يتعرض في شرحه لهذه العبارة إلى كون ذلك مذهبا للمفيد ، بل ظاهره عند شرح قول المفيد ( والمياه إذا كانت في آنية محصورة فوقع فيها نجاسة لم يتوضأ ووجب إهراقها ) انه فهم منه ان مراده مع القلة ، لأنه قال : « يدل على ذلك ما قدمنا ذكره من ان الماء متى نقص عن الكر فإنه ينجس بما يحله من النجاسات » الى آخره لكن التأمل الصادق في عبارة المقنعة وما اشتملت عليه من التفصيل يمنع من احتمال غير ذلك فيها ، بل قد
__________________
ان الجمع بين الآيات والروايات انهم : لا يعلمون الغيب من تلقاء أنفسهم بغير تعليمه بوحي أو الهام ، وإلا فظاهر ان عمدة معاجز الأنبياء والأوصياء من هذا القبيل.
وعلى ضوء الأحاديث المتكثرة مشى المحقق الآشتيانى في حاشيته على رسائل الشيخ الأنصاري ج ٢ ص ٦٠ فسجل اعتقاده بما ارتئيناه.
ولم يتباعد العلامة الآلوسي عما قررناه من تمكين المولى سبحانه الخلفاء المعصومين من الوقوف على المغيبات ، فإنه قال في تفسيره ( روح المعاني ) ج ٢٠ ص ١١ عند قوله تعالى في سورة النمل الآية ٦٥ ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ ) لعل الحق ان علم الغيب المنفي عن غيره جل وعلا هو ما كان للشخص بذاته أي بلا واسطة في ثبوته له ، وما وقع للخواص ليس من هذا العلم المنفي في شيء ، وانما هو من الواجب عز وجل إفاضة منه عليهم بوجه من الوجوه ، فلا يقال انهم علموا الغيب بذلك المعنى فإنه كفر ، بل يقال إنهم أظهروا واطلعوا على الغيب.
ويقول ابن حجر في الفتاوى الحديثية ص ٢٢٣ إعلام الله تعالى للأنبياء والأولياء ببعض الغيوب ممكن لا يستلزم محالا بوجه ، وإنكار وقوعه عناد ، لأنهم علموا بإعلام الله واطلاعه لهم ، وقد صرح النووي في فتاويه به فقال لا يعلم ذلك استقلالا ، وانما هو بإعلام الله لهم.
ويحكى عبد القادر العيدروس في النور السافر في أعيان القرن العاشر ص ٨٥ ان النيسابوري صاحب التفسير يقول امتناع الكرامة من الأولياء إما لان الله ليس أهلا