( قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (١).
( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ ) (٢).
( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (٣).
( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) (٤).
( فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ ) (٥).
( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ). (٦)
( وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ) (٧).
وتلك الحجّة والبرهان لا بدّ من أن تكون حجيّتها ذاتيّة أو منتهية إليها ، وإلاّ لزم الدور أو التسلسل الباطلان ، وأن لا يثبت أمر ، فإنّ إثبات صدق القضيّة في صغرى البرهان المصطلح أو كبراه الذي يتوقّف عليه الإنتاج ، إن لم يكن بحجّة ذاتيّة أو منتهية إليها ، فإمّا أن ينتهي إلى نفس البرهان ويتوقّف عليه فهو الدور ، وإلاّ فيتسلسل.
يظهر من التدبّر في الآيات المتقدمة وغيرها وموارد نزولها أنّ البرهان والحجّة عبارة عن كل ما يوضح الأمر ، ويصحّ أن يحتجّ به ، سواء كان مؤلّفا من القضايا أم لا ، كالعقل والعلم ، وكالنبيّ والإمام ، والمعجزة ، ومطلق الآيات التكوينيّة ، فلا وجه لحمله على البرهان المصطلح بما له من تفصيل الشرائط.
فمتى قام أحد الأمور المذكورة ممّا يصحّ إطلاق الحجّة والبرهان بمعناها اللغويّ عليه ـ وإن كان مجازا من باب تسمية الجزء باسم الكلّ ، وتسمية السبب باسم المسبّب ـ
__________________
(١) النمل ٦٤.
(٢) الأنبياء ٢٤.
(٣) المؤمنون ١١٧.
(٤) النساء ١٧٤.
(٥) القصص ٣٢.
(٦) الأنعام ١٤٩.
(٧) الأنعام ٨٣.