بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
تنبيهات في المعاد
المعاد على ثلاثة معان : المعنى المصدريّ ـ أي العود ـ وهو الرجوع ، ومكان العود ، وزمانه. ومورد الكلام هو المعنى الأوّل. والمراد منه هنا : عود الإنسان بعد موته حيّا لجزاء أعماله التي ارتكبها في دار الدنيا باختياره.
المعاد أمر ثابت عقلا ونقلا ، يجب الاعتقاد به.
أما العقل فلأنّ الإنسان يجد بحسّه وعيانه أنّ من الناس قوما يؤمنون بالله ورسوله ويطيعونهما ، ويعملون الصالحات ويحسنون إلى العباد ، ومنهم قوم يكفرون بالله ويعصونه ويصرفون أعمارهم في الجناية والظلم. وكثيرا ما يكون الكافر والعاصي والظالم في سعة من المال ، وصحّة في البدن ، وأمن من الخوف ، وأمثال ذلك من نعم الله ، والمؤمن المطيع مظلوما مقهورا في أيدي الظلمة ، أو في ضيق من المعيشة ، وعلل في