عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وعن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وفيه أيضا عن الكافي بسنده عن بكير بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام ، وعن معاني الأخبار مسندا عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وعن رجال الكشّيّ بسنده عن ميمون بن عبد الله عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وإشكال الشيخ المفيد ـ قدس الله نفسه الزكيّة ـ عليها من جهة السند بأنّها من أخبار الآحاد وليست مما يقطع بصحّته ، ومن جهة الدلالة بدعوى كون المراد منها خلق التقدير في العلم لا خلق ذواتها ، وإلاّ لزم كون الأرواح قائمة بذواتها غير محتاجة إلى الآلات التي تتعلّق بها ، ولزم أيضا أن نعرف ونذكر ما سلف لنا قبل الأجساد كما نعلم أحوالنا بعد خلق الأجساد ، وهذا محال (١) ... فانّه مدفوع بأنّ استشكاله ـ قدسسره ـ إنّما هو في أصل خلقة الإنسان قبل خلق تلك الأجساد المشهودة ، لا في خصوص تلك الجملة ، أعني خلق الأرواح قبل الأجساد. وعلى هذا يرد على ما قال في سند الأخبار أنّه مضافا إلى ما ذكرنا من أنّ هذه الجملة منقولة بطرق عديدة يمكن دعوى أنّه ليس في الأخبار المتواترة ما يبلغ هذا الحدّ من التواتر المعنويّ أو الإجماليّ ، بحيث يعدّ مضمون تلك الجملة من أحد الأدلّة النقليّة على سبق الخلقة ، وهذا واضح لمن لاحظ مجموع ما دلّ عليه في الأبواب المتعدّدة ، كما أشرنا إليها سابقا.
وأمّا إيراده على دلالتها فخال عن الإنصاف ، كما لا يخفى على من نظر إليها. وأمّا المحاذير العقليّة فكلّها استبعادات محضة ، إذ لا دليل على امتناع قيام الأرواح بأنفسها ، لا سيّما بعد ملاحظة ما ورد في كيفيّة خلقتها ، ولا دليل أيضا على امتناع النسيان ، خصوصا مع ورود أنّ الذكر من صنعه تعالى ، وأنّه أنساهم رؤيته ، كما مرّ في مبحث المعرفة الفطريّة.
التنبيه الرابع : عالم الأظلّة والأشباح
قد ورد في عدّة من الروايات التي سنذكرها التعبير بالأظلّة والأشباح. ولعلّ المراد
__________________
(١) البحار ٥ : ٢٦٦ ، عن المفيد في جواب المسائل السرويّة.