والظاهر أنّ السؤال والضغطة بالنسبة إلى البدن بعد ولوج الروح فيه ، إمّا على نحو لا يتحرّك معه شيء من أعضائه لانجماد دمه وإن لم أر فيه رواية ـ والمقصود بيان إمكانه ـ وإمّا أن يقعد ـ كما في رواية ـ (١) بتصرّف في البدن والقبر أو في فضاء القبر ، أو في أعين الناظرين على نحو لا يرى أهل الدنيا ما هو فيه وما يرد عليه ، ونظيره مرويّ في معجزات الأئمّة عليهمالسلام ، ثمّ يعاد البدن على ما كان جسدا بلا روح. كما ورد في ضغطة القبر أنّه بها تختلف أضلاعه (٢) ( أي تتداخل ) وفي بعضها أنّ البدن يذاب من مرزبة الملكين على بعض الكفار (٣) ، ويكون سائر أمور البرزخ بعد ذلك غالبا بالنسبة إلى الروح فقط.
وبالجملة فإنّ ممّا يجب الاعتقاد به بقاء الروح حيّا في عالم البرزخ لغير واحدة من الآيات المتقدمة ، وللروايات المتواترة.
تنبيه وتوضيح
الروح حيث إنّها جسم رقيق ـ كما مرّ الدليل عليه ـ يمكن أن يكون بقاؤها بعد الموت عبارة عن بقاء شخصها متمثّلة ، أي متشكّلة بشكل الجسد ، كما هو ظاهر رواية الكافي بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنّة تعارف وتساءل ، فإذا قدمت الروح على الأرواح تقول : دعوها فإنّها قد أفلتت من هول عظيم ، ثمّ يسألونها ما فعل فلان؟ وما فعل فلان؟ فإن قالت لهم : تركته حيا ، ارتجوه ، وإن قالت لهم : قد هلك ، قالوا : هوى ، هوى (٤). أقول : وفي رواية أخرى عن أبي بصير عنه عليهالسلام أنّهم في حجرات في الجنّة يأكلون ويشربون ... الخبر (٥) ، وفي رواية أخرى عن أبي بصير عنه عليهالسلام أنّها في روضة ، كهيئة الأجساد في الجنّة (٦). ففي كلّ
__________________
(١) البحار ٦ : ٢٢٢ ، عن أمالي الصدوق رحمهالله.
(٢) البحار ٦ : ٢٢٤ ، عن تفسير القمّيّ ص ٢٤٤ عن نهج البلاغة.
(٣) البحار ٦ : ٢٦٣ ، عن فروع الكافي.
(٤) البحار ٦ : ٢٦٩ ، ٢٧٠ عن فروع الكافي.
(٥) البحار ٦ : ٢٦٩ ، ٢٧٠ عن فروع الكافي.
(٦) البحار ٦ : ٢٦٩ ، ٢٧٠ عن فروع الكافي.