عن المنهاج ، ظاعنا في الاعوجاج ، ضالاّ عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، يا ابن الأزرق! أصف إلهي بما وصف به نفسه ، وأعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواسّ ، ولا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصق ، وبعيد غير متقصّ ، يوحّد ولا يبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلاّ هو الكبير المتعال (١).
ثانيتهما : ما رواه بسنده عن الحسن بن علي عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام ، قال : قام رجل إلى الرضا عليهالسلام : قال له : يا ابن رسول الله صف لنا ربك فإن من قبلنا قد اختلفوا علينا.
فقال الرضا عليهالسلام : إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس ، مائلا عن المنهاج ، ظاعنا في الاعوجاج ، ضالاّ عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، أعرّفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية (٢) ، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، معروف بغير تشبيه ، ومتدان في بعده لا بنظير ، لا يمثّل بخليقته ، ولا يجور في قضيته ، والخلق إلى ما علم منقادون ، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون ، لا يعملون خلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون ، فهو قريب غير ملتزق ، وبعيد غير متقصّ ، يحقّق ولا يمثّل ، ويوحّد ولا يبعّض ، يعرف بالآيات ، ويثبت بالعلامات ، فلا إله غيره الكبير المتعال. ثم قال بعد كلام آخر تكلم به : حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : ما عرف الله من شبّهه بخلقه ، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده (٣).
وهذه أربع قواعد من مصاديق القياس الممنوع في الروايتين المتقدّمتين ، أقام بعضهم أدلّة على إثباتها ، وجعلوا الحقّ المتعال مع ما خلق مصداقا لها :
١ ـ مسألة وجوب السنخيّة بين العلّة والمعلول.
__________________
(١) التوحيد ٧٩ ، وعنه البحار ٤ : ٢٩٧.
(٢) في البحار : رويّة.
(٣) التوحيد ٤٧ ، وعنه البحار ٣ : ٢٩٧.