وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) ، فقال : يا حمران! إنّه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكتبة إلى سماء الدنيا ، فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر ، فإذا أراد الله أن يقدّم شيئا أو يؤخّره أو ينقص منه أو يزيد أمر الملك فمحا ما شاء ، ثم أثبت الذي أراد. قال : فقلت له عند ذلك : فكل شيء يكون فهو عند الله في كتاب؟ قال : نعم ، فقلت : يكون كذا وكذا ثمّ كذا وكذا حتى ينتهي إلى آخره؟ قال : نعم ، قلت : أيّ شيء يكون بيده بعده؟ قال : سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما شاء الله تبارك وتعالى (١).
وعن العيون بإسناده عن الحسن بن محمد النوفلي في مكالمة سليمان المروزي في أمر البداء ، قال عليهالسلام : ما أنكرت من البداء يا سليمان والله عزّ وجلّ يقول : ( أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ) (٢) ، ويقول عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) (٣) ، ويقول : ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٤) ، ويقول : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) (٥) ، ويقول : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ) (٦) ، ويقول عزّ وجلّ : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) (٧) ، ويقول عزّ وجلّ : ( وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ ) (٨).
قال سليمان : هل رويت فيه عن آبائك شيئا؟ قال : نعم رويت عن أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : إنّ لله عزّ وجلّ علمين : علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلاّ هو ، من ذلك يكون البداء ، وعلما علّمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبيّنا يعلمونه ، قال سليمان : أحبّ أن تنزعه لي من كتاب الله عزّ وجلّ ، قال : قول الله عزّ وجلّ
__________________
(١) البحار ٤ : ١١٩.
(٢) مريم ٦٧.
(٣) الروم ٢٧.
(٤) البقرة ١١٧.
(٥) فاطر ١.
(٦) السجدة ٧.
(٧) التوبة ١٠٦.
(٨) فاطر ١١.