بالرجوع إلى البراءة في الأوّل ، والاشتغال في الثاني في غير محلّه.
الثاني : الأخبار الدالة على أنّ عدد التكبير في الصلوات الخمس اليومية خمس وتسعون ، كموثق معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام « قال : التكبير في الصلاة الفرض الخمس صلوات ، خمس وتسعون تكبيرة ، منها تكبيرات القنوت خمس » (١). فانّ المستفاد منها أنّ تلك التكبيرات التي منها الافتتاح كلها من سنخ واحد وعلى صورة واحدة ، فإذا انضمّ ذلك إلى قوله عليهالسلام في صحيحة زرارة : « إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب : الله أكبر ... » (٢) إلخ المشتملة على بيان الكيفية في تكبيرة الركوع ، يظهر من ذلك أنّ تكبيرة الافتتاح أيضاً كذلك ، لما عرفت من استظهار كون الجميع من سنخ واحد وبكيفية واحدة.
الثالث : وهو العمدة ، والاستدلال به أقوى من سابقه وأظهر صحيحة حماد الواردة في بيان كيفية الصلاة التي استدلّ بها الأصحاب في كثير من المقامات قال فيها : « واستقبل بأصابع رجليه ( جميعاً ) لم يحرفهما عن القبلة بخشوع واستكانة فقال : الله أكبر ... » إلخ (٣) ثم قال عليهالسلام في ذيلها « يا حماد هكذا صلّ ... » إلخ ، فإنّ ظاهر الأمر وجوب الإتيان بتلك الكيفية الظاهر في الوجوب التعييني (٤) بمقتضى الإطلاق. ولا يقدح في الاستدلال اشتمالها على
__________________
(١) الوسائل ٦ : ١٨ / أبواب تكبيرة الإحرام ب ٥ ح ١.
(٢) الوسائل ٦ : ٢٩٥ / أبواب الركوع ب ١ ح ١.
(٣) الوسائل ٥ : ٤٥٩ / أبواب أفعال الصلاة ب ١ ح ١.
(٤) الاستدلال بهذه الصحيحة وإن تكرر في كلمات سيّدنا الأُستاذ ( دام ظله ) تبعاً لجمع من الأعلام ، لكنه مبني على ظهور الأمر في قوله عليهالسلام « يا حماد هكذا صلّ »