يجب الجهر وجوباً شرطياً ، وإن لم نقل بهذا التفصيل فلا محيص من الالتزام بعدم لزوم الاعادة في مورد العلم ، إلاّ أن نلتزم بما أفاده الحاج آغا رضا قدسسره في صلاته ، من أنّه من الجائز تقييد مطلوبية صرف الطبيعة بخلوصها عن شائبة التجرّي كي ينافيها التعمّد أو التردّد كما لا يخفى (١).
ومراده بشائبة التجرّي هو التجرّي بترك الواجب النفسي الذي هو الجهر الذي هو أجنبي عن أجزاء الصلاة وشرائطها ، بحيث يكون اقتران الصلاة بالعمد إلى عصيانه موجباً لبطلان الصلاة ، وإن لم يكن العصيان بتركه في صورة الجهل التقصيري موجباً لذلك ، وليس المراد اقتران الصلاة بحرمة الاخفات من جهة الأمر بضدّه ، لأنّه لا يقول بذلك كما صرّح به قبيل هذه الجملة ، فراجع صلاته ص ٣١٧ (٢) وراجع حاشيته على الرسائل على قول الشيخ قدسسره : ويردّه أنّا لا نعقل الترتّب في المقامين ، فإنّ كلام الحاج آغا رضا قدسسره في حاشيته عين ما أفاده في صلاته معنى ، بل وعبارة (٣). وبالجملة : أنّه قدسسره قائل بأنّ المسألة من قبيل تعدّد المطلوب حتّى في حال العلم ، لكنّه يقول بالفساد في حال العلم من ناحية هذا التجرّي.
وعلى كلّ حال ، فإنّ هذا التوجيه لا يخلو من تكلّف وتعسّف ، بحيث يكاد يحصل لنا القطع بأنّه خلاف الواقع. وعلى كلّ من المسلكين ـ أعني مسلك الأُستاذ ومسلك المرحوم الحاج آغا رضا قدسسرهما ـ تكون الصلاة الفاقدة للجهر في حال الجهل به واجبة ، وصاحب الكفاية قدسسره لا يقول بذلك ، بل يقول إنّها في ذلك
__________________
(١) مصباح الفقيه ( الصلاة ) ١٢ : ٣٥٨.
(٢) المصدر المتقدّم : ٢٥٧.
(٣) راجع حاشية فرائد الأُصول : ٢٩٧.