وغيرها مما لا وسع في تتبعها.
وهذه الكتب وإن ضاع أكثرها ـ لا سيما المُؤَلَّف منها قبل ولادة الإمام المهدي عليهالسلام ـ إلاّ من فيما وصل منها كفاية في الكشف عن الحقيقة التامة لمن أرادها.
اتّضح ممّا تقدم من غيبة الإمام المهدي بن الإمام العسكري عليهماالسلام كانت معلومة في الوسط الشيعي قبل حدوثها بعشرات السنين ، وذلك من خلال ما سمعوه من أهل البيت عليهالسلام مباشرة ، ولهذا ألّفوا فيما سمعوه بهذا الخصوص كتباً عديدة ، وقد شهد غير واحد من أعلام الإمامية وأجّلائهم المشهورين على هذه الحقيقة.
قال الشيخ الصدوق : « إنّ الأئمة عليهمالسلام قد أخبروا بغيبته عليهالسلام ، ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم ، واستحفظ في الصحف ، ودوّن في الكتب المؤلّفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر ، فليس أحد من اتباع الأئمة عليهمالسلام إلاّ وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودوّنه في مصنّفاته ، وهي الكتب التي تعرف بالاصول ، مدوّنة مستحفظة عند شيعة آل محمد صلىاللهعليهوآله من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين .... » (١).
وإلى هذا أشار الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة ، فقال بعد استدلاله بجملة من الاخبار الموجودة في الكتب المؤلّفة قبل زمان الإمام المهدي عليهالسلام ما هذا لفظه : « موضع الاستدلال من هذه الأخبار ما تضمّن الخبر بالشيء
__________________
١ ـ إكمال الدين ١ : ١٩ ، من المقدّمة.