موزعين على شتى المدن والامصار الإسلامية ، لكنّ الثقل الأعظم في أيصال تعاليم الإمام إلى قواعده الشعبية كان على كاهل السفراء الأربعة قدس الله أرواحهم الزكية ، وهم :
أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي وبقي في السفارة بحدود خمس سنين ، ثم جاء من بعد وفاته رضياللهعنه ( سنة / ٢٦٥ هـ تقريباً ) ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان ، فقام مقام أبيه ، وتوفي رضياللهعنه ( سنة / ٣٠٤ هـ ) ، وقيل : ( سنة / ٣٠٥ هـ ) ، وبقي في السفارة زهاء أربعين سنة ، ثم جاء بعد وفاته السفير الثالث أبو القاسم الحسين بن روح طاب ثراه ، وبقي في السفارة إلى حين وفاته رضياللهعنه في شهر شعبان ( سنة / ٣٢٦ هـ ) ، ثم تلاه على ذلك السفير الرابع أبو الحسن علي بن محمد السمري ، وبموت السمري رضياللهعنه في النصف من شهر شعبان ( سنة / ٣٢٩ هـ ) ، انتهت مدة الغيبة الصغرى ، ثم حلّت بعدها الغيبة الكبرى لإمام العصر والزمان أرواحنا فداه ، ولا يعلم أحدٌ بامدها ومدتها إلاّ الله عزّوجلّ ، وفيها انقطعت السفارة ليتولى مراجع الدين من الشيعة دور النيابة عن الإمام عليهالسلام وفقاً للقواعد الشرعيه التي وردت على لسان أهل البيت عليهمالسلام بما في ذلك إمامنا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وهكذا عرف الشيعة الإمامية ، دسائس الكذابين والمهرجين ، الذين حاولوا صرف أخبار الغيبتين إلى مدعيات الواقفية وقولهم بغيبة الإمام الكاظم عليهالسلام ، متناسين التاريخ الذي نطق بشهادة الإمام الكاظم عليهالسلام ، كما نطق بصاحب الغيبتين عليهالسلام إجمالاً وتفصيلاً.