مأمنٍ قطعيّ حقيقي من أية مطاردة ، أو تنكيل ، أو خوف حيثما كان على وجه الأرض.
وربّما قد يستكثر بعضهم تزويد الإمام المهدي عليهالسلام بمثل هذه القدرة على الاختفاء! وهو استكثار في غير محله ؛ لأنّ توقّف وجود وسلامة الأهداف الالهية الكبرى على المعجزة ـ وطول عمر الإمام المهدي عليهالسلام واختفاؤه منها ـ يعني حتمية التدخّل الإلهي في ايجاد تلك المعجزة من أجل تحقيق الهدف المطلوب.
فالقدرة على الاختفاء مع طول العمر ، أمران لابدّ منهما في حفظ الإمام المهدي عليهالسلام ، وإلاّ كيف يتسنّى له القيام بالمسؤولية الإسلامية الكبرى في آخر الزمان لو كان ظاهرا للعيان ، غير مكترث بالمخاطر التي تحّفه من كل مكان؟
إنّ أهمية ذلك اليوم الموعود الذي سيعمّ فيه الإسلام أقطار الأرض ، وينتشر العدل في ربوع المعمورة كلها ، أهمية عظيمة عند الله تعالى ، وعند رسوله الكريم صلىاللهعليهوآله ؛ إذ ستتحقّق من خلاله الأغراض الأساسية من خلق البشرية ، كما ستتحقّق به آمال الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام ، وتتكلل جهودهم بوجود ذلك المجتمع العادل ، وظهور دولة الحقّ.
ومن ثَمَّ فإنّ ولادة الإمام المهدي ابن الإمام العسكري عليهماالسلام التي ثبتت ثبوتاً قطعياً لا ريب فيه ، تقرّب من حقيقة تلك الأحاديث وتحكم على صحّتها ؛ لمنها عبّرت وبكل وضوح عن تعلّق الغرض الإلهي بحفظ المهدي عليهالسلام وصيّانته عن الأعداء بالاختفاء ، وعن بقاء وجوده الشريف