هذا الموضوع الحسّاس اتصالاً وثيقاً بحياتنا المعاصرة فكرا وسلوكا وعقيدة ، ارتأيت أن أبحث هذا الموضوع عند الإمام الصادق عليهالسلام لنرى كيف طرح الإمام الصادق عليهالسلام موضوع غيبة الإمام عليهالسلام؟ وإذا كان هناك ما يوضّح لنا هوية الإمام الغائب المنتظر بلا لبس أو إبهام ، فهل وُجِدَ مثله في فكر الإمام الصادق عليهالسلام؟ أو منه طرح موضوع الغيبة مجرّداً عن هوية الغائب وترك علامات استفهام حول اسمه ونسبه الشريف؟
لقد حرص الإمام الصادق عليهالسلام على إشاعة مفهوم غيبة الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام ، وبثّ الفكر المهدوي الأصيّل في وجدان الأُمة التي اختلط عليها الحابل بالنابل ، وامتزج عندها الحقّ بأضغاث الباطل نتيجة لما لحق هذا الفكر من تضادّ وتشويش أدّيا إلى ظهور دعاوى المهدوية الباطلة التي حاولت الالتفاف على الحقيقة المهدوية الناصعة.
ومن هنا قام الإمام الصادق عليهالسلام بتهيئة الأجواء العلميّة لفهم الغيبة ومعرفة من هو المهدي الذي سيغيب ، وذلك من خلال اتخاذ الخطوات الآتية :
تتمثّل الخطوة الأولى بدعم العقيدة المهدوية وإرجاعها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي أكّدها بأقوى ما يمكن حتى تواترت عنه صلىاللهعليهوآله ، ثمّ بيان الإمام عليهالسلام حكم من أنكرها.
وتتمثّل الخطوة الثانية بترسيخ القواعد الكاشفة عن هوية الإمام المهدي عليهالسلام من دون الخوض في تفاصيل الهوية الشريفة.
وانحصرت الخطوة الثالثة في مجال تشخيص هوية الإمام الغائب عليهالسلام وكيفية الانتفاع به في غيبته.