الفصل الأول
شبهة الكيسانية بمهدوية محمد بن الحنفية رضي الله عنه
تمثّل ظاهرة ادّعاء المهدوية في التاريخ الإسلامي عنصر الفساد والانحراف الذي يقف دائماًً ـ وباسم الدين ـ في الصفّ المناوئ للأهداف الكبرى في الشريعة ، وذلك باستغلال إيمان الأمة بالإمام المهدي عليهالسلام الذي بشّر به النبي صلىاللهعليهوآله بشكل تخطى مضمونه سائر الحدود المطلوبة في تحقّق التواتر وعلى جميع الأصول المحرّرة في معرفته.
وقد يسأل بعضهم فيقول : كيف استطاعت إذن أن تشقّ تلك الظواهر طريقها في المجتمع الإسلامي وبهذا الوقت المبكّر من تاريخه؟ والجواب منوط بمعرفة الاسباب المؤدّية الى استغلال الدين باسمه وعلى اكثر من صعيد ، ويأتي في طليعتها :
١ ـ عدم تحصّن الأمة بالثقلين « كتاب الله والعترة الطاهرة عليهمالسلام » كما ينبغي.
٢ ـ ضعف الوازع الديني عند أدعياء المهدوية على مرّ التاريخ ، مما