ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاًً من ولدي اسمه اسميّ ، فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه : يا رسول الله من أي وُلْدِك؟ قال : من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين (١). وغيرها من الأحاديث الكثيرة الاُخرى.
وممّا يؤيّد عمق الاعتقاد بالمهدي عليهالسلام في الوجود الإسلامي ، هو منه لا يكاد يخلو كتاب حديثي من كتب المسلمين إلاّ وقد صرّح بهذه الحقيقة الثابتة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ثبوتاً قطعياً ، ويكفي في ذلك أن من أخرج أحاديث المهدي عليهالسلام من محدثي العامّة فقط بالغوا زهاء تسعين محدثا ، وقد أسندوها إلى أكثر من خمسين صحابياً (٢) ، وأما من قال بصحتها أو تواترها فقد بلغوا ثمانية وخمسين عالماً من علمائهم فيما تتبعّناه (٣) ، وإذا ما علمنا موقف أهل البيت عليهمالسلام وعرفنا عقيدة شيعتهم بالإمام المهدي عليهالسلام ، تيقّنا من حصول إجماع الأُمة بكل مذاهبها على ضرورة الاعتقاد بالمهدي عليهالسلام.
وفي هذا الصدد توجد أحاديث كثيرة عن الإمام الصادق عليهالسلام في تثبيت أصل القضية المهدوية ، وهو ما اتفقت عليه كلمة المسلمين من ظهور رجل في آخر الزمان من ذرية النبي صلىاللهعليهوآله يلقب بالمهدي ليملأ الأرض
__________________
١ ـ عقد الدرر : ٥٦ باب ١ ، وفرائد السمطين ٢ : ٣٢٥ ـ ٣٢٦ / ٥٧٥ باب ٦١ ، والمنار المنيف / ابن القيم ١٤٨ / ٣٣٩ فصل ٥٠ ، وكشف الغمة / الإربلي ٣ : ٢٥٩.
٢ ـ راجع کتابنا : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي : ٢٦ ـ ٣٢.
٣ ـ راجع كتابنا : دفاع عن الكافي ١ : ٤٣٤ ـ ٤٠٥ تحت عنوان : ( من قال بصحّة أحاديث المهدي عليهالسلام أو تواترها من أهل السنة ).